قال حين مسير أمير المؤمنين عليهالسلام لحرب البصرة :
يا وصيّ النبيّ نحن من الحقّ
على مثل بهجةٍ الإصباحِ
ليس منّا من لم يكن لك في اللّ
ه وليّاً على الهدى والفلاحِ (٣)
وأنشد في الجمل قصيدة منها :
قل للزبير وقل لطلحةَ إنّنا
نحن الذين شعارنا الأنصارُ
إنّ الوصيّ إمامنا وولينا
برح الخفاء وباحت الأسرارُ (٤)
فهذه عشرون شهادة على الوصية من عمق
تاريخ الإسلام ، وكلّها علىٰ لسان الصحابة ، وقد رأينا في جملة منها ربط
مفهوم الوصية بالخلافة والإمامة وولاية الأمر بعد الرسول صلىاللهعليهوآله ، بلا فصل ، ولا يمكن اتهامهم بقلّة
الفهم أو
__________________
(١) وقعة صفين : ٣٦٥ ، شرح ابن أبي الحديد ١ : ١٤٩.
(٢) وهو مالك بن التيهان
الأنصاري الأوسي ، صحابي جليل ، كان يقول بالتوحيد في الجاهلية ، وأحد النقباء الاثني
عشر ، شهد بدراً واُحداً والمشاهد كلها مع رسول الله صلىاللهعليهوآله
، وكان شاعراً مجيداً ، شهد صفين مع أمير المؤمنين عليّ صلىاللهعليهوآله ، واستشهد هو وأخوه عبيد فيها سنة ٣٧ ه.
صفة الصفوة / ابن الجوزي ١ : ٢١٢ / ٣٤ ـ دار المعرفة ـ بيروت ـ ١٤٢٠ ه ، اُسد الغابة
٥ : ١٥ و ٦ : ٣٤١ ، المحبّر / ابن حبيب : ٢٦٨ ـ دار الآفاق الجديدة ـ بيروت ، الاستيعاب
٣ : ٣٦٩.
(٣) الأمالي / المفيد
: ١٥٥ ـ دار المفيد ـ بيروت ـ ١٤١٤ ه.
(٤) الفتوح / ابن أعثم
٢ : ٣٠٧ ، شرح ابن أبي الحديد ١ : ١٤٣.