فيها (١). وذلك لأن التسليم بها يعني تسليم العرش
الذي يجلس عليه ، هذا مع أن العباسين قد جاءوا بشعارات علوية ، كان علىٰ رأسها
: الرضا من آل محمّد صلىاللهعليهوآله
، فكيف بغيرهم ؟
ويميل أصحاب هذا الاتجاه إلىٰ رفض
الوصية بالكلية ، وإثارة المزيد من الشبهات حولها ، واستخدام مختلف أساليب الكتمان
والتحريف والتأويل ، وتكذيب الأحاديث والأخبار الواردة فيها ، ونسبة رواتها إلى الضعف
والكذب والرفض ، لإسقاطها من الاعتبار ، إيغالاً منهم في تكذيب الصحيح الثابت عن رسول
الله صلىاللهعليهوآله ، وكذباً على
الأُمّة بتزييف أقوال الرسول صلىاللهعليهوآله
ونسبة أشياء موضوعة إليه في الوقت الذي يعلمون فيه قوله صلىاللهعليهوآله المتواتر : « من كذب عليّ متعمّداً
فليتبوّأ مقعده من النار » وفيما يلي نذكر
بعض أساليبهم :
أساليب هذا الاتجاه :
١ ـ أسلوب التكتّم والإنكار
ويأتي علىٰ رأس الذين تبنّوا هذا الاتجاه
وحرّكوا عجلته عائشة في حديثٍ رواه البخاري وغيره مفاده إنكار الوصية لعلي عليهالسلام ، وهذا نصّه :
عن الأسود ، قال : ذكروا عند عائشة أن عليّاً
رضياللهعنه كان وصياً ،
فقالت : متى أوصى إليه ، وقد كنت مسندته إلىٰ صدري ؟ أو قالت : حجري ، فدعا بالطست
، فلقد انخنث في حجري ، فما شعرتُ أنه قد مات ، فمتى أوصى إليه ؟ (٢)
__________________
(١) تاريخ الطبري ٤ : ١٧٦.
(٢) صحيح البخاري ٤ :
٤٧ / ٤ ـ الباب الأول من كتاب الوصايا ، و٥ : ٣٧ / ٤٤٢ ـ كتاب المغازلي ـ باب مرض النبي
صلىاللهعليهوآله ووفاته. وأخرجه
مسلم في الصحيح ٣ : ١٢٥٧ / ١٦٣٦ ـ كتاب الوصية ـ باب ترك الوصية لمن ليس له شيء يوصي
فيه.