الإسلامي في مهبّ الريح
، ولم يخلّف أحداً ليرعاه أو يقويه من بعده.
٢ ـ السنّة المطهرة
وردت أحاديث نبوية مستفيضة تدلّ على أن الوصية
فريضة محكمة وسنّة ثابتة ، وتؤكد أن على كلّ مسلم أن يوصي قبل معاينة الموت ، نذكر
منها :
١ ـ قوله صلىاللهعليهوآله
: « الوصية حقّ
علىٰ كلّ مسلم »(١).
٢ ـ قوله صلىاللهعليهوآله
: « المحروم من
حُرِم الوصية »(٢).
٣ ـ وقوله صلىاللهعليهوآله
: « ما حقّ امرئ
مسلم له شيء يريد أن يوصي فيه ، يبيت ليلتين إلاّ ووصيته مكتوبة عنده »(٣).
وحاشا رسول الله صلىاللهعليهوآله أن يأمر بالشيء ويؤكّده ثمّ يتركه ولا يأتمر
به ، بل هو السبّاق إلى الطاعات ومرشد الأُمة ودليلها إلىٰ كلّ برّ وخير.
قال الشوكاني : وكيف يظنّ برسول الله صلىاللهعليهوآله أن يترك الحالة الفضلىٰ ـ أعني تقديم
التنجيز قبل هجوم الموت ، وبلوغها الحلقوم ـ وقد أرشد إلى ذلك وكرّر وحذّر ، وهو أجدر
الناس بالأخذ بما ندب إليه (٤).
أما من حيث وصيته بخصوص الخلافة فانه صلىاللهعليهوآله عيّن وصيه منذ تباشير
__________________
(١) المقنعة / المفيد
: ٦٦٦ ـ كتاب الوصية ـ باب الوصية ووجوبها ـ جماعة المدرسين ـ قم ، وسائل الشيعة /
الحرّ العاملي ١٣ : ٣٥٢ / ٢٤٥٤٤ ـ مؤسسة آل البيت عليهمالسلام
ـ قم.
(٢) كنز العمال / المتقي
الهندي ١٦ : ٦١٣ / ٤٦٠٥١ ـ مؤسسة الرسالة ـ بيروت ـ ١٤٠٥ ه.
(٣) صحيح مسلم ٣ : ١٢٤٩
/ ١٦٢٧٥ ـ أوّل كتاب الوصية ـ دار الفكر ـ بيروت ـ ١٣٩٨ ه.
(٤) العقد الثمين / الشوكاني
: ٣٧ ـ مركز الغدير ـ قم ـ ١٤١٩ ه.