وهو واضح الدلالة على إيجاب طاعة أهل البيت
عليهمالسلام وعدم التقصير
عنهم أو التقدّم عليهم ، وجعلهم مع القرآن في كفّة واحدة من حيث العصمة والعلم وبقاء
المرجعية إلىٰ يوم الدين.
وهؤلاء هم الشيعة الإمامية في تاريخهم الممتد
منذ فجر الرسالة وإلى اليوم ، وتابعهم بعض أعلام العامة ممن عرفوا الحقّ وساروا تحت
لوائه وكل ما مرّ في الفصول السابقة من مثبتات الوصية ، من القرآن والسنّة والعقل ،
والأدب والتاريخ وغير ذلك يرسم الصورة الواضحة لهذا الاتجاه.
والفرقة
الثانية : هم الذين اتّبعوا أهل السقيفة وجعلوا يبرّرون
عملهم ، وهؤلاء قد اختلفوا فيما بينهم في كيفيّة التبرير ورفع اليد عن أحاديث الوصيّة
والتخلّي عن مضامينها المتواترة.
فمنهم من لم يجد بدّاً من الاعتراف بصحّة
الأحاديث وثبوتها وبمفادها ، وهو العهد إلى الإمام عليهالسلام
، فزعم أنه عهدٌ لا بالإمامة والولاية ، ويأتي علىٰ رأس هؤلاء غالب المعتزلة
وبعض العامة الذين صحّت عندهم الطرق في رواية أحاديث الوصية ، فاضطروا إلىٰ تأويلها
علىٰ ما سيأتي بيانه.
قال ابن أبي الحديد المعتزلي عند شرحه لقول
أمير المؤمنين عليهالسلام
في أهل البيت عليهمالسلام
: « وفيهم الوصية
والوارثة » قال : أما الوصية فلا
ريب عندنا أن عليّاً عليهالسلام
كان وصي رسول الله صلىاللهعليهوآله
، وإن خالف في ذلك من هو منسوب عندنا إلى العناد ، ولسنا نعني بالوصية النصّ والخلافة
، ولكن اُموراً اُخرىٰ لعلّها إذا
__________________
المحرقة : ١٥٠ ـ باب
١١ ـ فصل ١ ـ ، الدر المنثور / السيوطي ٢ : ٢٨٥ عند تفسير الآية ٢٠٣.