إن الإمامة رئاسة عامة في اُمور الدين والدنيا
نيابةً عن النبي صلىاللهعليهوآله (١) ، ووجوبها في
كل زمان أمرٌ توافقت عليه كلمة الاُمّة بكلّ فصائلها (٢) ، لكنهم اختلفوا في السبيل المؤدّي إليها
؛ فذهب أغلب الفرق إلى أن الأمر محصور في قريش ، وللمسلمين أن يختاروا من قريش ما شاءوا
، وذهب الخوارج إلى أن الأمر متروك للمسلمين في أن يختاروا من بينهم مَن يرونه أهلاً
للامامة من قريش أو غيرها.
وتعتقد الإمامية أن الإمامة منصب إلهي لا
يُنال إلاّ بتعيين من السماء ، وبنصّ النبي المرسل ، وأن ذلك من صميم واجب النبي صلىاللهعليهوآله ؛ لأنه بُعِث رحمةً للعالمين ، فلابدّ أن
يعهد إلىٰ من يأتمنه علىٰ دين الله ورسالة ربّه ، ليقوم بأمرهم من بعده
، ويجمع كلمتهم ، وينظم أمرهم ، ويرفع أسباب الخلاف من بينهم.
__________________
(١) الإمامة في أهم الكتب
الكلامية / الميلاني : ٤٤ و ١٥١.