وأجمعوا على أن الرسول المصطفى صلىاللهعليهوآله قد بلّغ ما اُنزل إليه من ربّه تمام البلاغ
، وأنه لم يفارق الاُمّة حتىٰ أرشدهم إلىٰ وصيه من بعده ، ونصّ على أخيه
عليّ بن أبي طالب عليهالسلام
في مناسبات عديدة ومواضع شتىٰ ، لتعميق وعي الاُمّة في هذا الاتجاه ، وتأصيل
هذا المبدأ في حركتها ووجدانها. ولهم في هذا الاتجاه أحاديث وآثار صريحة في هذا المعنىٰ
، نذكر منها :
أولاً ـ الأحاديث النبوية
هناك مزيد من الأحاديث النبوية المصرحة بالوصية
، وقد بلغت من الكثرة بحيث أفردها بعض الأعلام بتصنيف خاص (١).
وفيما يلي نذكر أهم الأحاديث الصريحة بذكر
الوصية لأمير المؤمنين علي عليهالسلام
ونحرص على أن تكون من مصادر العامة :
١ ـ روىٰ كثير من المحدثين والمؤرخين
وأصحاب السير حديث الدار الشريف وهو صريح بالايصاء والاستخلاف معاً ، وقصة الحديث :
أنه في بدء الدعوة الإسلامية ، وبعد نزول قوله تعالىٰ : (وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِينَ)(٢) دعا رسول الله صلىاللهعليهوآله بني عبد المطلب إلىٰ دار عمّه أبي
طالب مرّتين ، وبعد أن أطعمهم وسقاهم توجّه إليهم قائلاً : « يا بني عبد المطلب ،
والله ما أعلم شاباً في العرب جاء قومه بأفضل مما قد جئتكم ، إني جئتكم بخير الدنيا
والآخرة ، وقد أمرني الله تعالىٰ أن أدعوكم إليه ، فأيكم يؤازرني علىٰ
هذا الأمر ، على أن يكون أخي ووصيي وخليفتي فيكم ؟ »
وفي رواية : « وخليفتي من
بعدي ».
__________________
(١) راجع الفقرة ( خامساً
) من هذا المبحث بعنوان ( مدوّنات في الوصية ).