وإذا كانت بنت شعيب الخارجة على إمام زمانها
صفراء ، فإن بنت أبي بكر التي خرجت على إمام زمانها كانت حمراء ، فانظر كيف أصبح اللون
علامة لهما ، وهو وجه من التشابه العجيب بينهما ! وهذا من مصاديق قوله صلىاللهعليهوآله : « يكون في هذه الاُمة كل ما كان في بني إسرائيل
حذو النعل بالنعل وحذوالقذّة بالقذّة »(١).
٥ ـ الفتوّة
كان يوشع فتىٰ موسىٰ عليهالسلام ، وقد جاء في الذكر العزيز (وَإِذْ قَالَ مُوسَىٰ لِفَتَاهُ)(٢) وجاء أيضاً (فَلَمَّا جَاوَزَا قَالَ لِفَتَاهُ)(٣) قيل : إن المراد به يوشع بن نون وصي موسىٰ
عليهالسلام ، وبه وردت الرواية
، وقيل : سمّي فتىً لأنه كان يلازمه سفراً وحضراً ، أو لأنه كان يخدمه (٤).
وهكذا كان أمير المؤمنين عليهالسلام فتىٰ محمّد المصطفىٰ صلىاللهعليهوآله ، وقد جاء في الرواية أن جبرئيل نادىٰ
يوم اُحد مراراً :
لا سيف إلاّ ذو الفقا
ر ولا فتىٰ إلاّ علي
وذلك حينما قتل علي عليهالسلام أصحاب الألوية يوم فرّ الجمع عن رسول
الله صلىاللهعليهوآله ، فقال جبرئيل
لرسول الله صلىاللهعليهوآله : « إنّ هذه للمواساة »
، فقال صلىاللهعليهوآله : « وما يمنعه وهو منّي وأنا
منه » فقال جبرئيل : وأنا منكما (٥).
__________________
(١) الفقيه ١ : ١٣٠
/ ٦٠٩.
(٢) سورة الكهف : ١٨
/ ٦٠.
(٣) سورة الكهف : ١٨
/ ٦٢.
(٤) تفسير الميزان ١٣
: ٣٣٨.
(٥) شرح ابن أبي الحديد
١٤ : ٢٥١ ، تاريخ الطبري ٢ : ٥١٤ ، الإرشاد / المفيد ١ : ٨٧ ،