وبكلمة اُخرىٰ
ماذا أراد النبي صلىاللهعليهوآله
من تعيين الوصي ، وما هي المهام الملقاة على الوصي بعد رحيل النبي صلىاللهعليهوآله ، وهل هذا أمرٌ مستحدَث في الإسلام أم أن
له جذوراً في الشرائع السماوية السابقة ؟
أركان الوصية
للوصية أربعة أركان إذا توفّرت تحقّقت الوصية
، وهي كما يلي :
١
ـ الموصي : وهو الذي يوصي ، ويعتبر
فيه كمال العقل والحرية والبلوغ والاختيار.
٢
ـ المُوصىٰ به : وهو متعلّق الوصية ،
ويعتبر فيه الملك ، وتصحّ الوصية بكلّ ما يكون فيه غرض عقلائي محلّل من عينٍ أو منفعةٍ
أو حقّ قابل للنقل.
وسنأتي علىٰ بيان متعلّق وصية النبي
صلىاللهعليهوآله إلى أمير المؤمنين
عليهالسلام خلال هذا البحث
ونبين خصوصياته ، وعندها سيتضح لنا هل هو الخلافة والزعامة على الأُمة كما تقتضيه الأدلّة
الصحيحة التي تُعنىٰ بتحديد ذلك المتعلّق عند الفريقين ، أو هو شيء آخر كما يدّعي
بعض من تعرّض لبيان مفهوم وصية النبي صلىاللهعليهوآله
إلى أمير المؤمنين عليهالسلام.
٣
ـ المُوصى له : ويشترط وجوده حين إنشاء
الوصية ، وإلاّ فلا وصية لمعدوم.
٤
ـ الوصيّ : وهو الشخص المعهود إليه
إجراء وتنفيذ وصايا الميت المختلفة وتنجيزها ، وله حقّ التصرف فيما كان الموصي متصرّفاً
فيه ، من إخراج حقّ واستيفائه ، أو ولاية علىٰ طفل أو مجنون يملك الولاية عليه
، إلىٰ آخره. ويعتبر فيه البلوغ والإسلام والعقل.
« ومن ثم يبدو واضحاً أن الوصي مما تختلف
ولايته سعةً وضيقاً بحسب اختلاف ولاية الموصي سعة وضيقاً ، فأوصياء سائر الناس إنما
تكون ولايتهم