خطب علي وكلامه ومراسلاته
التي ضمّها نهج البلاغة وصفه بهذا اللفظ ، أي ( الوصيّ ) (١).
وفي ذلك دلالة على التخبّط الأعمىٰ
والتناقض المفضوح ، وأنّهم لم يخضعوا القضية لميزان النقد الصحيح ، وإنّما تناولوها
على أساس متبنّياتهم المذهبية المقيتة.
طعن
الرواة
وتكلّموا في غالب رواة الوصية ونبزوهم بعدم
الثقة والضعف والجهالة والكذب والوضع والرفض والترك وغيرها (٢) ، وجعلوا رواية حديث الوصية من علامات غلو
الراوي في مذهبه (٣)
، ودليلاً على رفضه وكذبه (٤).
وإن كان من أهل الثقة والصدق والجلالة ، ونذكر علىٰ سبيل المثال :
١
ـ إبراهيم بن محمد بن ميمون
روىٰ عنه أبو بكر بن أبي شيبة وغيره
، وذكره ابن حبان في الثقات (٥).
وقال إبراهيم بن أبي بكر بن شيبة : سمعت
عمّي عثمان بن أبي شيبة يقول : لولا رجلان من الشيعة ما صحّ لكم حديث. فقلت له : من
هما يا عمّ ؟ قال :
__________________
(١) الخلافة ونشأة الأحزاب الإسلامية / د. محمد عمارة : ٣٣.
(٢) راجع : اللآلئ المصنوعة
/ السيوطي ١ : ٣٥٨ ، ٣٦٢ ـ دار المعرفة ـ بيروت ، الموضوعات / ابن الجوزي ١ : ٣٧٤ ـ
٣٧٧.
(٣) تهذيب الكمال / المزي
٥ : هامش صفحة ٤٨ ـ مؤسسة الرسالة ـ بيروت ـ ط ٤ ـ ١٤٠٦ ه.
(٤) ميزان الاعتدال ١
: ٥٢١ / ١٩٤٣.
(٥) الثقات / ابن حبان
٨ : ٧٤ ـ مؤسسة الكتب الثقافية ـ بيروت.