ثم استنتج من خلال عدّة أدلة أن ابن سبأ
مجرد وهم لا حقيقة له ، وأنه شخص أدخره خصوم الشيعة للشيعة ، ولا وجود له في الخارج
(١) ، وقد تابعه
غير واحد من المستشرقين والباحثين (٢)
ممن شككوا في شخصية ابن سبأ ، واعتبروا قصته خرافة لا وجود لها في التاريخ الإسلامي
، ولا يصلح على إثباتها دليل علمي قاطع ، وقد أفرد السيد مرتضى العسكري دراسة موسعة
خاصة بهذا الموضوع تحت عنوان ( عبد الله بن سبأ وأساطير اُخرىٰ ) انتهىٰ
فيها إلى القول بأسطورة هذه الشخصية واختلاقها !
٣ ـ إن إنكار وجود ابن سبأ وإن كان غير صحيح
كما ترىٰ ، الا أن الدور الذي أعطي له دور خيالي ، في حين أنه من رؤوس الغلاة
الذين ادعوا الأُلوهية لعلي عليهالسلام
، وادعىٰ هو النبوة لنفسه ، وقد استتابه أمير المؤمنين عليهالسلام فلم يتب ، فقتله وأصحابه حرقاً بالنار ،
وقد لعنه أهل البيت عليهمالسلام
وشيعتهم (٣)
، وقد ذكر بعض المؤرخين ما يؤيد هذا أيضاً (٤).
والادعاء
الثاني : إن الوصية من صنع متكلمي الشيعة في القرن
الثاني.
قالوا : أول من ابتدعها هشام بن الحكم (
١٩١ ه ) ولم تكن معروفة قبله لا من ابن سبأ ولا من غيره ، وإن كلمة الوصي الواردة
في قوله صلىاللهعليهوآله : « أنت أخي
__________________
(١) عليّ وبنوه : المجموعة الكاملة / طه حسين ٤ : ٥١٨ ـ ٥١٩.
(٢) راجع : نظرية الإمامة
لدى الشيعة الاثني عشرية / د. أحمد محمود صبحي : ٣٧ ـ دار المعارف ـ مصر.
(٣) لاحظ : رجال الكشي
: ١٠٦ / ١٧٠ ـ ١٧٤ ـ كلية الإلهيات ـ جامعة مشهد.
(٤) راجع : البدء والتاريخ
/ المقدسي ٥ : ١٢٥ / المعارف / ابن قتيبة : ٦٢٢ ، الفصل في الملل والنحل / ابن حزم
٤ : ١٨٦ ـ مكتبة المثنىٰ ـ بغداد.