ووصيي
» في حديث الدار ، هي من صنع الشيعة الذين
وضعوها بدلاً من كلمة وزيري (١).
وهو أيغال في التجنّي على التاريخ الذي حفظ
لنا الوصية منذ فجر الرسالة ، بل وحتى علي أُولئك الذين ادعوا أن التشيع ينتمي إلىٰ
عبد الله بن سبأ.
ثمّ إن الرواية العامية للحديث جاءت بلفظ
« أنت أخي ووصيي
» من مصادر معتبرة وأسانيد لا غبار عليها
(٢).
ولم يكن هذا الادعاء وليد اليوم ، كما يتبين
من ردّ الشوكاني ( ١٢٥٠ ه ) عليه بقوله : اعلم أن جماعة من المبغضين للشيعة عدّوا
قولهم أنّ علياً وصي لرسول الله صلىاللهعليهوآله
من خرافاتهم ، وهذا إفراط وتعنّت يأباه الإنصاف ، وكيف يكون الأمر كذلك وقد قال بذلك
جماعة من الصحابة ، كما ثبت في الصحيحين أن جماعة ذكروا عند عائشة أن علياً وصيّ ،
وكما في غيرهما (٣).
وتلقّف هذا الادعاء المتهافت بعض المتأثّرين
بفُتات الفكر السلفي فردّدوه
__________________
(١) الخلافة ونشأة الأحزاب الإسلامية / د. محمّد عمارة : ١٥٥ ـ ١٥٨
ـ المؤسسة العربية للدراسات والنشر ـ ط ١ ـ ١٩٧٧ م.
(٢) راجع : تاريخ الطبري
٢ : ٢١٧ ، معالم التنزيل / البغوي ٤ : ٢٧٨ ، شرح ابن أبي الحديد ١٣ : ٢١٠ و٢٤٤ ، الكامل
في التاريخ ١ : ٥٨٦ ـ ٥٨٧ ، تفسير الخازن ٣ : ٣٧١ ـ ٣٧٢ ، وصححه الشيخ أبو جعفر الاسكافي
في نقض العثمانية : ٣٠٣ ، وشهاب الدين الخفاجي في نسيم الرياض في شرح الشفا للقاضي
عياض ٣ : ٣٥ ، وحكى السيوطي في جمع الجوامع ، كما في ترتيبه ( ٦ / ٣٩٦ ) تصحيح ابن
جرير له. راجع : الغدير ٢ : ٣٩٥ ـ ٣٩٦.
(٣) العقد الثمين في
إثبات وصاية أمير المؤمنين عليهالسلام
: ٤٥.