ربيبه ، تأدّب علىٰ
يديه ، وتعلّم خصال نفسه الزكية ، وكان من ثمار تلك العناية الإلهية والتربية النبوية
إن صارت شخصية الوصي عليهالسلام
نسخة ناطقة بشمائل النبي صلىاللهعليهوآله
وسيرته وعبادته وعلمه وشجاعته وكرمه وزهده وصبره وهديه ، وأن ينال الذروة العليا من
مبادئ الاستقامة والشرف والعظمة والسيادة ، وأن يتحلّىٰ بخصائص فريدة ومناقب
فذّة ومزايا عجيبة. قال صلىاللهعليهوآله
لعلي عليهالسلام : « أنت مني ، وأنا منك »(١) وقال صلىاللهعليهوآله : « ما من نبيّ إلاّ وله نظير في أُمته ، وعلي نظيري
». (٢).
ثالثاً ـ السبق إلى الإسلام
والتقدّم إلى الإيمان
ليس في حياة علي عليهالسلام يوم للشرك أو الوثنية ، بل ولد في الإسلام
دفعة واحدة وإلى الأبد ، فكان مثار أُعجوبة ودهشة أبدية ، أن يولد علي عليهالسلام مسلماً في زمن الجاهلية ، وذلك شرف عظيم
لا يدانىٰ ، ومظهر من مظاهر الاصطفاء لا يضاهىٰ.
وحينما بلغ علي عليهالسلام العاشرة ، كان الوحي قد أمر الرسول صلىاللهعليهوآله بالدعوة ، فكان عليّ عليهالسلام ربيب الوحي وغرسة النبوة ، يرىٰ نور
الوحي والرسالة : ويشمّ عبق النبوة ، ويسبق الناس إلى الإيمان بالواحد الأحد ، والتصديق
بالنبي الخاتم صلىاللهعليهوآله
، والتقدّم إلىٰ محراب الصلاة مع ابن عمّه المبعوث رحمةً للعالمين.
قال أمير المؤمنين عليهالسلام : « ولقد كان يجاور في كلّ سنة بحراء ، فأراه ولا
يراه غيري ، ولم يجمع بيت واحد يومئذٍ في الإسلام غير رسول اللهصلىاللهعليهوآله
__________________
(١) صحيح البخاري ٤ :
٢٢ و ٥ : ٨٧ ، سنن الترمذي : ٦٣٥ / ٣٧١٦ ، مصابيح السنة / البغوي ٤ : ١٧٢ / ٤٧٦٥.