الناس يعرف الحلال والحرام ويُهتدىٰ به إلىٰ سبيل الله ، كما ورد في الصحيح من الأقوال : « أنّ الأرض لا تخلو من قائمٍ لله بحجّة » (١).
وعن أمير المؤمنين عليهالسلام أنه قال : « اللّهم بلىٰ ، لا تخلو الأرض من قائمٍ لله بحجة ، إما ظاهراً مشهوراً ، وإمّا خائفاً مغموراً ، لئلا تبطل حجج الله وبيّناته » (٢).
وعن الإمام الصادق عليهالسلام قال : « ما زالت الأرض إلاّ ولله فيها الحجة ، يعرف الحلال والحرام ، ويدعو الناس إلى سبيل الله » (٣).
ويظهر من مجموع ما ذكرته كتب الحديث والتاريخ والعهدين من تاريخ أوصياء الأنبياء عليهمالسلام ان كل واحد منهم قد استخلفه نبي زمانه وعهد إليه بأمر شريعته ورعاية اُمته من بعده ، بحيث تتسع مسؤوليته في خلافة النبوة والزعامة علىٰ جميع من تشمله دعوة تلك النبوة وتدبير شؤونهم وهدايتهم إلىٰ سواء السبيل.
لم تكن أخبار الوصية مقصورة علىٰ مصادر التراث الإسلامي وحسب ، بل حظيت بسهمٍ وافرٍ من الأخبار في أسفار التوراة والإنجيل المتداولين في عصرنا الحاضر ، وفيما يلي إشارة إلىٰ بعضٍ منها :
__________________
(١) فتح الباري / ابن حجر ٦ : ٣٨٥ ، دار إحياء التراث العربي ـ بيروت.
(٢) نهج البلاغة / تحقيق صبحي الصالح : ٤٩٧ / ح ١٤٧ ، شرح ابن أبي الحديد ١٨ : ٣٤٧ ـ دار إحياء الكتب العربية ـ مصر ـ ١٣٧٨ ه ، المعيار والموازنة / الاسكافي : ٨١ ـ مؤسسة المحمودي ـ بيروت.
(٣) الكافي / الكليني ١ : ١٧٨ / ٣ ـ كتاب الحجة ـ باب (٥).