وخديجة
، وأنا ثالثهما ، أرىٰ نور الوحي والرسالة ، وأشمّ ريح النبوه ، ولقد سمعت رنة
الشيطان حين نزل الوحي عليه صلىاللهعليهوآله ، فقلت : يا رسول
الله ، ما هذه الرنة ؟ فقال : هذا الشيطان قد أيس من عبادته ، إنك تسمع ما أسمع ، وترىٰ
ما أرىٰ ، إلاّ أنك لست بنبي ، ولكنك لوزير ، وإنّك لعلىٰ خير ... »(١).
وقال عليهالسلام
: « أنا عبد الله
وأخو رسول الله ، وأنا الصديق الأكبر ، لا يقولها بعدي إلاّ كاذب ، صلّيت قبل الناس
بسبع سنين قبل أن يعبده أحدٌ من هذه الأُمة »(٢).
رابعاً ـ السبق في العلم
ومن مظاهر الاصطفاء سبق عليّ عليهالسلام لكلّ من عاصره من الصحابة وغيرهم في العلم
، فلقد أودع رسول الله صلىاللهعليهوآله
عليّاً عليهالسلام سنَّتَه كاملةً
وكان أعلم الناس بها ، كما في حديث عائشة (٣)
، وعلّمه ألف بابٍ من العلم ، يُفتح له من كل باب ألف باب (٤) ، وكان يخصّه بمفاهيم الرسالة وخصائصها
، ويختلي به ويناجيه لساعات طويلة من الليل والنهار ، فكان له من رسول الله صلىاللهعليهوآله مدخلان : مدخل بالليل ومدخل بالنهار (٥) ، ويأتيه كل سحر وكلّ غداة (٦) ، وكان عليهالسلام
يقول : « إذا سألت
رسول الله أنبأني ـ أو أعطاني ـ وإذا سكّت
__________________
(١) نهج البلاغة / تحقيق
صبحي الصالح : ٣٠١ / خ ١٩٢.
(٢) المستدرك / الحاكم
٣ : ١١١ ـ ١١٢.
(٣) الصواعق المحرقة
: ١٢٧.
(٤) ترجمة الإمام علي
عليهالسلام من تاريخ دمشق
٢ : ٤٨٥ / ١٠١٢.
(٥) مسند أحمد ١ : ٨٠
، سنن ابن ماجة ٢ : ١٢٢٢ / ٣٧٠٨.