وفي كلّ ذلك كان صلىاللهعليهوآله يمارس دور الاعداد الفكري والقيادي لأمير
المؤمنين عليهالسلام ، ويبلغ أصحابه
في هذا الاتجاه ، حيث قال صلىاللهعليهوآله
: « أنا مدينة
العلم وعلي بابها ، فمن أراد المدينة فليأت الباب »(٢).
وقال صلىاللهعليهوآله
: « قسمت الحكمة
عشرة أجزاء ، فاُعطي علي تسعة أجزاء ، والناس جزءاً واحداً »(٣).
وقال ابن عباس رضياللهعنه : والله لقد اُعطي علي بن أبي طالب تسعة
أعشار العلم ، وأيم الله لقد شارككم في العشر العاشر (٤).
ومن هنا تميّز من بين الصحابة بقوله عليهالسلام على المنبر : « سلوني قبل أن تفقدوني
، فلأنا بطرق السماء أعلم مني بطرق الأرض »(٥). قال سعيد بن
المسيب وابن شبرمة وغيرهما : لم يكن أحد من أصحاب النبي صلىاللهعليهوآله يقول سلوني إلاّ علي (٦) ، وذلك لأنه لا يجترئ علىٰ هذه الدعوىٰ
إلاّ من يثق بنفسه بأن عنده
__________________
(١) مستدرك الحاكم ٣
: ١٢٥ وصححه علىٰ شرط الشيخين : الصواعق المحرقة : ١٢٣ ، ترجمة الإمام علي عليهالسلام من تاريخ دمشق ٢ : ٤٨٦ / ١٠١٣.
(٢) المستدرك / الحاكم
٣ : ١٢٦ و ١٢٧ وصححه ، جامع الأصول ٩ : ٤٧٣ / ٦٤٨٩ ، الصواعق المحرقة : ١٢٢ ، اُسد
الغابة ٤ : ٢٢ ، تاريخ بغداد / الخطيب ١١ : ٤٩ و ٥٠ ـ مطبعة السعادة ـ مصر ـ ١٣٤٩
ه ، البداية والنهاية ٧ : ٣٧٢ وغيرها كثير.