وكان فيما كتب إلىٰ شرحبيل بن السمط
الكندي رئيس اليمانية ، وكان من أصحاب معاوية :
شرحبيل يا بن السمط لا تتبع الهوى
فمالك في الدنيا من الدين من بدلْ
إلى أن يقول :
وما لعليّ في ابن عفان سقطةٌ
بأمرٍ ولا جلبٌ عليه ولا قَتَلْ
وصيّ رسول الله من دون أهله
وفارسه الحامي به يُضرَب المَثَلْ (١)
٣ ـ حجر بن عدي
الكندي (٢)
أنشد في يوم الجمل :
يا ربّنا سلّم لنا عليا
سلّم لنا المهذّب النقيا
المؤمن المسترشد المرضيا
واجعله هادي اُمةٍ مهديا
لا أخطل الرأي ولا غبيا
واحفظه ربّ حفظك النبيا
فانه كان له وليا
ثمّ ارتضاه بعده وصيا (٣)
وفي البيت الأخير دلالة واضحة على أن معنى
الوصية الخلافة ولا يمكن
__________________
(١) وقعة صفين : ٤٨ ـ ٤٩ ، شرح ابن أبي الحديد ١ : ١٤٩.
(٢) كان من خيار الصحابة
، ويسمّي حجر الخير ، وفد على رسول الله صلىاللهعليهوآله
، وشهد القادسية ، وكان رئيساً قائداً شجاعاً ، عابداً زاهداً مستجاب الدعوة ، عارفاً
بالله ، مطيعاً له ، مجاهراً بالحق ، مقاوماً للظلم ، شهد الجمل وصفين مع أمر المؤمنين
عليهالسلام ، وقتله معاوية
الوغد اللئيم صبراً في مرج عذراء مع أصحابٍ له سنة ٥١ ه. اُسد الغابة ١ : ٥٦٥ / ١٠٩٣
، أعيان الشيعة / السيد محسن الأمين ٧ : ٣٠٢ ـ دار التعارف ـ بيروت ـ ١٤٢٠ه ، الأعلام
/ الزركلي ٢ : ١٦٩ ـ دار العلم للملايين ـ بيروت.
(٣) وقعة صفين : ٣٨١
، الفتوح / ابن أعثم ٣ : ١٤٥ ، شرح ابن أبي الحديد ١ : ١٤٥.