لما كانت الوصية تعني ولاية العهد والقيام
بالأمر بعد الرسول صلىاللهعليهوآله
علىٰ ما بيّناه في الفصول المتقدّمة ، وخالفها جمهور الصّحابة ... فقد أصبحت
الاُمّة متفرقةً بشأنها إلىٰ ثلاث فرق :
فالفرقة
الأولىٰ :
هم الذين آمنوا بالوصيّة وسلّموا لأمرها ودافعوا عنها ، وحكموا بعدم شرعية السقيفة
لتناسي رموزها تلك الوصية ، وهؤلاء يمثلون خطاً أصيلاً يؤمن بمرجعية الكتاب وعترة النبي
صلىاللهعليهوآله إلىٰ قيام
يوم الدين ، تمسّكاً بوصية النبي صلىاللهعليهوآله
في آخر حياته حيث قال : «
ألا أيها الناس ، إنما أنا بشر يوشك أن يأتي رسول ربّي فاُجيب ، وأنا تارك فيكم الثقلين
: أولهما كتاب الله ، فيه الهدىٰ والنور ، فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به ...
وأهل بيتي ، أُذكّركم الله في أهل بيتي ، أُذكركم الله في أهل بيتي »(١).
وفي لفظ آخر : « ... ولن يفترقا حتىٰ
يردا عليّ الحوض ، فانظروا كيف تخلّفوني فيهما »(٢). وفي آخر : « فلا تقدموهما فتهلكوا
، ولا تقصروا عنهما فتهلكوا ، ولا تعلموهما فإنهما أعلم منكم »(٣).
__________________
(١) صحيح مسلم ٤ : ١٨٧٣ / ٢٤٠٨ ، كتاب فضائل الصحابة ـ بعدة طرق.
(٢) سنن الترمذي ٥ :
٦٦٣ / ٣٧٨٦ و ٣٧٨٨ ، مستدرك الحاكم ٣ : ١٤٨ وصححه.
(٣) المعجم الكبير /
الطبراني ٣ : ٦٦ / ٣٦٨١ و ٥ : ١٦٧ / ٤٩٧١ ، الصواعق