تفسير المفردات
وكيل : أي قيّم بالحفظ والحراسة فيتولى التصرف بحسب الحكمة والمصلحة ، مقاليد : أي مفاتيح لفظ فارسى معرّب ، واحده إقليد معرب ، إكليد جمع جمعا شاذا ، ليحبطن عملك : أي ليذهبن هباء ولا يكون له أثر ، وما قدروا الله حق قدره : أي ما عظموه حق التعظيم على الوجه الذي يليق به ، والقبضة : المرة من القبض وتطلق على المقدار المقبوض ، بيمينه : أي بقدرته.
المعنى الجملي
بعد أن بسط الوعد والوعيد يوم القيامة لأهل التوحيد وأهل الشرك ـ عاد إلى ذكر دلائل الألوهية والوحدانية ، ثم انتقل إلى النعي على الكافرين في أمرهم لرسوله بعبادة الأوثان والأصنام ، ثم بين أن الأنبياء جميعا أوحى إليهم ألا يعبدوا إلا الله وحده ، وألا يشركوا به سواه ، وأنهم إن فعلوا غير ذلك حبطت أعمالهم وكانوا من الخاسرين ، ثم كرر النعي عليهم مرة أخرى بأنهم لم يعرفوا الله حق معرفته إذ لو عرفوه لما جعلوا هذه المخلوقات الخسيسة مشاركة له في العبودية.
الإيضاح
(اللهُ خالِقُ كُلِّ شَيْءٍ) أي هو سبحانه الخالق للأشياء جميعا من خير وشر وإيمان وكفر بمباشرة المتصف بهما لأسبابهما ، وكلها تحت جبروته وقهره.
(وَهُوَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ) أي وهو القائم على كل الأشياء يتولاها بحراسته وحفظه بحسب ما تقتضيه المصلحة ، فهى محتاجة إليه في بقائها كما هى محتاجة إليه فى وجودها.
ثم فصل ذلك بعض التفصيل فقال :