كاشِفاتُ ضُرِّهِ أَوْ أَرادَنِي بِرَحْمَةٍ هَلْ هُنَّ مُمْسِكاتُ رَحْمَتِهِ قُلْ حَسْبِيَ اللهُ عَلَيْهِ يَتَوَكَّلُ الْمُتَوَكِّلُونَ (٣٨) قُلْ يا قَوْمِ اعْمَلُوا عَلى مَكانَتِكُمْ إِنِّي عامِلٌ فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ (٣٩) مَنْ يَأْتِيهِ عَذابٌ يُخْزِيهِ وَيَحِلُّ عَلَيْهِ عَذابٌ مُقِيمٌ (٤٠))
تفسير المفردات
بكاف عبده : أي يكفيه وعيد المشركين وكيدهم ، الذين من دونه : هم الأصنام : ذى انتقام : أي مما عاداه وعادى رسوله.
المعنى الجملي
بعد أن ذكر سبحانه فيما سلف أنه يؤتى المؤمنين ما يشاءون في الجنة ويكفر عنهم سيئاتهم ـ أردف ذلك بيان أنه يكفيهم في الدنيا ما أهمهم ، ولا يضيرهم ما يخوّفونهم به من غضب الأوثان والأصنام ، فإن الأمور كلها بيده تعالى ؛ فمن يضلله فلا هادى له ، ومن يهده فلا مضل له ، وهو ذو العزة المنتقم الجبار. ثم ذكر أن قول المشركين يخالف فعلهم ، فحين تسألهم من خلق السموات والأرض يقولون الله؟ وهم مع ذلك يعبدون غيره ، ثم سألهم سؤال تعجيز : هل ما تعبدونه من وثن أو صنم يستطيع أن يكشف ضرا أراده الله بأحد ، أو يمنع خيرا قدره الله لأحد؟ إذا فالله حسبى وعليه أتوكل.
وبعد أن أعيت رسوله الحيلة في أمرهم ـ أمره سبحانه أن يقول لهم : اعملوا كما تشاءون ، وعلى نحو ما تحبون ، إنى عامل على طريقتى ، ويوم الحساب ترون المحق من المبطل ، ومن سيحل به العذاب المقيم الذي سيخزيه يوم يقوم الناس لرب العالمين.