ثُمَّ كانَ عَلَقَةً فَخَلَقَ فَسَوَّى (٣٨) فَجَعَلَ مِنْهُ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنْثى (٣٩) أَلَيْسَ ذلِكَ بِقادِرٍ عَلى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتى (٤٠))
شرح المفردات
التراقى : العظام المكتنفة ثغرة النحر عن يمين وشمال ، واحدها ترقوة ، من راق : أي من يرقيه وينجيه مما هو فيه على نحو ما يستشفى به الملسوع والمريض من الكلام الذي يعدّ لذلك ؛ والمراد هل من طبيب يشفى بالقول أو بالفعل ، الفراق : أي من الدنيا حبيبته ، التفّت الساق بالساق : أي التوت عليها حين هلع الموت وقلقه ؛ والمراد أنه اشتد عليه الخطب ، المساق : المرجع والمآب ، فلا صدّق ولا صلى : أي فلا آمن بقلبه ولا عمل ببدنه ، يتمطى : أي يتبختر افتخارا ، أولى لك : أي ويل لك ، وهو دعاء عليه بأن يليه ما يكره ، فأولى : أي فهو أولى بك من غيرك ، فدلت الأولى على الدعاء عليه بقرب المكروه ، ودلت الثانية على الدعاء عليه بأن يكون أقرب إليه من غيره ، سدى : أي مهملا لا يؤمر ولا ينهى ، ولا يكلف فى الدنيا ولا يحاسب ، نطفة : أي ماء قليلا وجمعها نطاف ونطف ، يمنى : أي يراق ويصب فى الرحم ، علقة : أي قطعة دم جامد.
المعنى الجملي
بعد أن ذكر أحوال يوم القيامة وما يرى فيها من عظيم الأهوال ، ووصف سعادة السعداء ، وشقاوة الأشقياء بيّن أن الدنيا لها نهاية ونفاد ثم تكون مرارة الموت وآلامه ، وأن الكافر قد أضاع الفرصة فى الدنيا ، فلا هو صدّق بأوامر دينه ولا هو أدّى فرائضه ثم أقام الدليل على صحة البعث من وجهين :