ما يستدعى البذل لمصلحة هامة لها ، كالدفاع عن عدو أو دفع مجاعة أو ضرورة بلحّة مفاجئة.
(٣) (وَالَّذِينَ يُصَدِّقُونَ بِيَوْمِ الدِّينِ) أي والذين يوقنون بالمعاد والحساب ، فيعملون عمل من يرجو الثواب ويخاف العقاب ؛ وتظهر آثار ذلك فى أفعالهم وأقوالهم ومعتقداتهم ، فينيبون إلى الله ويخبتون إليه.
(٤) (وَالَّذِينَ هُمْ مِنْ عَذابِ رَبِّهِمْ مُشْفِقُونَ) أي والذين هم خائفون وجلون من تركهم للواجبات ، وإقدامهم على المحظورات ، ومن يدم به الخوف والإشفاق فيما كلف به يكن حذرا من التقصير ، حريصا على القيام بما كلف به من علم وعمل.
ونحو الآية قوله : «وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ ما آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلى رَبِّهِمْ راجِعُونَ» وقوله : «الَّذِينَ إِذا ذُكِرَ اللهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ».
ثم ذكر الداعي لهم إلى هذا الخوف فقال :
(إِنَّ عَذابَ رَبِّهِمْ غَيْرُ مَأْمُونٍ) أي لا ينبغى لأحد أن يأمن عذاب الله وإن بالغ فى الطاعة ، ومن ثم أثر عن السلف الصالح أنهم كانوا كثيرى الخوف والوجل كما يشعر بذلك قول بعضهم : ليت أمي لم تلدنى. وقول آخر : ليتنى شجرة تعضد ، إلى أشباه ذلك مما يعبر عن شديد الوجل والخشية.
(٥) (وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حافِظُونَ. إِلَّا عَلى أَزْواجِهِمْ أَوْ ما مَلَكَتْ أَيْمانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ. فَمَنِ ابْتَغى وَراءَ ذلِكَ فَأُولئِكَ هُمُ العادُونَ) راجع تفسير هذا بتوسّع فى سورة المؤمنين (٦) (وَالَّذِينَ هُمْ لِأَماناتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ راعُونَ) أي إذا اؤتمنوا لم يخونوا ، وإذا عاهدوا لم يغدروا.
(٧) (وَالَّذِينَ هُمْ بِشَهاداتِهِمْ قائِمُونَ) أي والذين يقومون بأداء الشهادة عند