وَيَقُولُونَ مَتى هذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ (٢٥) قُلْ إِنَّمَا الْعِلْمُ عِنْدَ اللهِ وَإِنَّما أَنَا نَذِيرٌ مُبِينٌ (٢٦) فَلَمَّا رَأَوْهُ زُلْفَةً سِيئَتْ وُجُوهُ الَّذِينَ كَفَرُوا وَقِيلَ هذَا الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تَدَّعُونَ (٢٧))
شرح المفردات
جند : أي عون ، ينصركم : أي يساعدكم فيدفع العذاب عنكم ، من دون الرحمن : أي من غيره ، فى غرور : أي فى خداع من الشيطان الذي يغركم بأن لا عذاب ولا حساب ، أمسك رزقه : أي بإمساك المطر وغيره من الأسباب التي ينشأ منها الرزق ، لجّوا : أي تمادوا ، فى عتوّ : أي تكبر وعناد عن قبول الحق ، ونفور : أي إعراض وتباعد منه ، مكبّا على وجهه : أي واقعا عليه ، سويا : أي معتدلا منتصبا ، والأفئدة : العقول واحدها فؤاد ، ذرأكم : أي خلقكم ، الوعد : أي الحشر الموعود ، إنما العلم : أي العلم بوقته ، زلفة : أي مزدلفا قريبا ، سيئت وجوه الذين كفروا : أي تبين فيها السوء والقبح إذ علتها الكآبة والقترة ، ويقال : ساء الشيء يسوء إذا قبح ، تدّعون : أي تطلبونه وتستعجلونه استهزاء وإنكارا
المعنى الجملي
بعد أن أبان للمشركين عجائب قدرته فيما يشاهدونه من أحوال الطير ، ووبخهم على ترك التأمل فيها ـ أردفه بتوبيخهم على عبادتهم غيره تعالى يبتغون منه نصرا ورزقا ، منكرا عليهم ما اعتقدوه ، مبينا لهم أنهم لا يصلون إلى ما أمّلوه ، وإلا فليبينوا هذا الناصر والمعين والرازق إذا هو أمسك رزقه.
أما وقد وضح الحق لذى عينين فهم فى لجاج وعناد بعد وضوح الحجة وتبين المحجة ، ثم ضرب مثلا يبين حالى المشرك والموحّد ، فمثّل حال الأول بحال من يمشى