أَلَمْ تَرَوْا كَيْفَ خَلَقَ اللهُ سَبْعَ سَماواتٍ طِباقاً (١٥) وَجَعَلَ الْقَمَرَ فِيهِنَّ نُوراً وَجَعَلَ الشَّمْسَ سِراجاً (١٦) وَاللهُ أَنْبَتَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ نَباتاً (١٧) ثُمَّ يُعِيدُكُمْ فِيها وَيُخْرِجُكُمْ إِخْراجاً (١٨) وَاللهُ جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ بِساطاً (١٩) لِتَسْلُكُوا مِنْها سُبُلاً فِجاجاً (٢٠))
شرح المفردات
ليلا ونهارا : أي دائما ، جعلوا أصابعهم فى آذانهم : أي سدوا مسامعهم ، استغشوا ثيابهم : أي تغطوا بها لئلا يرونى كراهة النظر إلىّ ، السماء : أي المطر كما جاء فى قوله :
إذا نزل السماء بأرض قوم |
|
فحلّوا حيثما نزل السماء |
مدرارا : أي متتابعا ، جنات : أي بساتين ، ترجون : أي تخافون ، وقارا : أي عظمة وإجلالا ، أطوارا : واحدها طور وهو الحال والهيئة ، فطورا نطفة ، وطورا علقة ، وطورا عظاما ، ثم تكسى العظام لحما ، ثم تنشأ خلقا آخر ، طباقا : أي بعضها فوق بعض ، بساطا : أي منبسطة تتقلبون فيها ، فجاجا : أي واسعة ، واحدها فج ، وهو الطريق الواسع قاله الفراء وغيره.
المعنى الجملي
بعد أن ذكر سبحانه أن نوحا أمر أن ينذر قومه قبل أن يحل بهم بأس ربهم ، وعظيم بطشه ، وأنه لبّى نداءه ، فأنذرهم وأمرهم بتقواه وطاعته ، ليغفر ذنوبهم ، ويمدّ فى أعمارهم ـ أردف ذلك بمناجاته لربه وشكواه إليه ، أنه أنذرهم بما امره به ، فعصوه وردّوا عليه ما أتاهم به من عنده ، ولم يزدهم دعاؤه إلا إدبارا عنه ، وهربا منه ، وأنه كان يدعوهم تارة جهرة ، وتارة سرّا ، وأمرهم أن يطلبوا من ربهم