كَرَّتَيْنِ يَنْقَلِبْ إِلَيْكَ الْبَصَرُ خاسِئاً وَهُوَ حَسِيرٌ (٤) وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّماءَ الدُّنْيا بِمَصابِيحَ وَجَعَلْناها رُجُوماً لِلشَّياطِينِ وَأَعْتَدْنا لَهُمْ عَذابَ السَّعِيرِ (٥))
شرح المفردات
البركة : الزيادة حسية كانت أو عقلية ، خلق : أي قدّر ، ليبلوكم : أي ليختبركم والمراد ليعاملكم معاملة المختبر لأعمالكم ، أحسن عملا : أي أخلصه لله ، العزيز : أي الغالب الذي لا يعجزه عقاب من أساء ، الغفور : أي كثير المغفرة والستر لذنوب عباده ، طباقا : أي طبقة بعد طبقة ، تفاوت : أي اختلاف وعدم تناسب ، والفطور : الشقوق ، واحدها فطر ، يقال فطره فانفطر ، كرتين : أي رجعتين أخريين فى ارتياد الخلل ، والمراد بذلك التكرير والتكثير : أي رجعة بعد رجعة ، ينقلب : أي يرجع ، خاسئا : أي صاغرا ذليلا مبعدا لم ير ما يهوى من الخلل ، حسير : أي كليل منقطع لم يدرك ما طلب ، والحاسر : المعيا لنفاد قواه ، والمصابيح : واحدها مصباح وهو السراج ؛ والمراد بها الكواكب ، والرجوم : واحدها رجم (بِالْفَتْحِ) وهو ما يرجم ويرمى به ، والشياطين : هم شياطين الإنس والجن ، وأعتدنا : أي هيأنا ، عذاب السعير : أي عذاب النار المسعّرة الموقدة.
المعنى الجملي
مجّد الله نفسه وأخبر أن بيده الملك والتصرف فى جميع المخلوقات بما يشاء لا معقب لحكمه ، ولا يسأل عما يفعل ، لقهره وحكمته وعدله ، وهو القدير على كل شىء ؛ ثم أخبر بأنه قدّر الموت والحياة ليبلوكم فينظر من منكم أخلص له عملا ، وهو ذو العزة الغالب على أمره ، الغفور لمن أذنب ثم تاب وأقلع عنه ، ثم أردف ذلك بأنه خلق سبع سموات بعضها فوق بعض لا خلل فيها ولا عيب ، فانظر أيها الرائي أترى فيها