لِلْمُكَذِّبِينَ (٣٧) هذا يَوْمُ الْفَصْلِ جَمَعْناكُمْ وَالْأَوَّلِينَ (٣٨) فَإِنْ كانَ لَكُمْ كَيْدٌ فَكِيدُونِ (٣٩) وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ (٤٠))
شرح المفردات
لا ظليل : أي لا بقي من حر الشمس ، والشرر : ما يتطاير من النار ، كالقصر : أي كالدار الكبيرة المشيدة ، جمالة : واحدها جمل ، فكيدون : أي فاحتالوا علىّ ؛ يقال : كدت فلانا إذا احتلت عليه.
المعنى الجملي
بعد أن ذكر أن للمكذبين بالله وأنبيائه واليوم الآخر العذاب فى يوم الفصل والجزاء ـ بين هنا نوع ذلك العذاب بما يحار فيه أولو الألباب ، ويخرّ من هوله كل مخبت أوّاب ، فأخبر بأنهم يؤمرون بالانطلاق إلى ما كانوا يكذبون به فى الدنيا ، إلى ظلّ دخان جهنم المتشعب لكثرته وتفرّقه إلى ثلاث شعب عظيمة ، وهو لا يظلّهم ولا يمنع عنهم حر اللهب المتكوّن من نار ترمى بشرر ، كأنه القصر المشيد علوّا وارتفاعا ، وكأنه الجمال الصفر انبساطا وتفرقا عن غير أعداد محصورة ، وحركة غير معينة.
ولا شك أن هذا تشبيه على ما تعهده العرب إذا وصفت الأشياء بالعظم ، ألا تراهم يشبهون الناقة العظيمة بالقصر كما قال :
فوقفت فيها ناقتى وكأنها |
|
فدن لأقضى حاجة المتلوّم |
ثم أخبر بأن الويل للمكذبين بهذا اليوم ، يوم لا ينطقون من شدة الدهشة والحيرة ، ولا يؤذن لهم فى الاعتذار فيعتذرون ، يوم يجمع الله الأولين والآخرين