العبرية هو «بن عزين» ، وقد روت التوراة من أمر موسى والتقاطه ما يدل على مكانة بني إسرائيل عامة من المصريين ، وتسامحهم معهم (١) ، هذا فضلا عما جاء في القرآن الكريم بشأن قارون ، قال تعالى : (إِنَّ قارُونَ كانَ مِنْ قَوْمِ مُوسى فَبَغى عَلَيْهِمْ وَآتَيْناهُ مِنَ الْكُنُوزِ ما إِنَّ مَفاتِحَهُ لَتَنُوأُ بِالْعُصْبَةِ أُولِي الْقُوَّةِ إِذْ قالَ لَهُ قَوْمُهُ لا تَفْرَحْ إِنَّ اللهَ لا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ) (٢) ، وهناك روايات تذهب إلى أنه كان من عشيرة موسى عليهالسلام عمه أو ابن عمه ، على خلاف في الرأي ، وأن فرعون قد ولاه على بني إسرائيل ، وأنه قد نافس موسى على رئاسة بني إسرائيل (٣).
__________________
(١) سورة القصص : آية ٤ ، خروج ٢ / ٥ ـ ١٠ ، أحمد عبد الحميد يوسف : المرجع السابق ص ٩١ ـ ٩٢.
(٢) سورة القصص : آية ٧٦.
(٣) تشير بعض آي الذكر الحكيم إلى أن قارون كان من قوم موسى ، وأن موسى أرسل إليه ، وإلى فرعون وهامان (القصص : آية ٧٦ ، العنكبوت : آية ٣٩ ، غافر : آية ٢٣ ـ ٢٤) ، وتذهب الروايات إلى أنه كان عظيم المال ، كثير الكنوز ، حتى أن مفاتيح خزائنه كانت تحمل على أربعين بغلا ، فبغى على قومه بكثرة ماله ، وأنه قال لموسى : لك الرسالة ، ولهارون الحبورة ، وأنا في غير شيء ، إلى متى أصبر ، فقال موسى : هذا صنع الله ، وفي رواية أنه قال لموسى : أما لئن كنت فضلت على بالنبوة ، فلقد فضلت عليك بالدنيا ، هذا وتذهب بعض الروايات إلى أن قارون قد دبر لموسى مكيدة ليلصق به تهمة الفاحشة مع بغي في مقابل رشوة من المال ، قيل إنها ألف دينار أو طست من ذهب ، فلما كان يوم عيد وخطب موسى فقال : إن من سرق قطعنا يده ومن افترى جلدناه ، ومن زنى وهو محصن جلدناه ، وإن أحصن رجمناه ، فقال له قارون : إن بني إسرائيل يزعمون أنك فجرت بفلانه ، فأحضرها وناشدها بالذي فلق البحر. وأنزل التوراة أن تصدق ، فقالت : جعل لي قارون جعلا على أن أقذفك بنفسي ، فخر موسى ساجدا ، وهكذا برأ الله موسى ، وأذن له في قارون ، فقال موسى : يا بني إسرائيل إن الله بعثني إلى قارون ، كما بعثني إلى فرعون ، ثم دعا عليه ، فخسف الله به وبمن اتبعه الأرض ، هذا وقد لقب بعض الباحثين المحدثين أن قارون هذا ، هو «قورح» الذي جاءت قصته في التوراة (عدد ١٦ / ١ ـ ٥٠) ورغم وجه بعض شبه بين القصتين ، فإنني أتردد في قبول هذا الرأي لوجود اختلافات كثيرة بينهما ، إلا أن تكون من تحريفات التوراة (تفسير النسفي ٣ / ٢٤٤ ـ ٢٤٨ ، في ظلال القرآن ٥ / ٢٧١٠ ـ ٢٧١٤ ، تفسير البيضاوي ٤ / ١٢٨ ـ ١٢٩ ، تفسير ـ