المقدس في معبد سرابيط الخادم في سيناء قبل مجيء المصريين ، والتي حلت حلت «خاتور» المصرية محلها (١).
هذا وقد عبد المصريون الإلهة «حاتور» (حوت حور ـ مكان أو بيت حور) ، وقد حازت شهرة واسعة منذ عصور ما قبل الأسرات وفي عصر الأسرتين الأولى والثانية ، كإلهة للسماء ، كما كانت وقت ذاك تمثل الصورة النسائية لـ «حور» وقد صورت في الفن الديني المصري بأشكال تكاد لا تحصر ، ولكنها غالبا كانت تصور كبقرة ، أو بشكل امرأة يزين رأسها قرص الشمس بين قرني البقرة ، وفي كثير من الأحيان كانت تمثل كامرأة لها رأس بقرة تحمل قرص الشمس والقرنين ، وقد اختلطت الفكرتان الخاصتان برأس المرأة ورأس البقرة تدريجيا ، حتى انتهى الأمر إلى أن تمثل برأس امرأة وأذني بقرة ، وهو مظهر كانت تصور به حاتور باستمرار ، فنراه مثلا كحلية ليد المرأة البدوية أو كعنصر معماري لتاج عمود ، وبهذا الشكل الأخير نرى الإلهة ممثلة في صالة معبد دندرة (٥ كيلا شمالي قناعير عبر النهر) ، كما كانت حاتور في عقيدة القوم مرضعة «حور بن إيزة» ثم ربه الحب والحنان والموسيقى ، ثم صارت ربه للجبانة ترعى الموت وتر أمهم ، وكانت صاحبة ألقاب ونعوت كثيرة ، منها «الذهبية» و «ربة الذهب» و «صاحبة القلادة البراقة كالسماء بنجومها» ، كما كانت لها تماثيل مموهة بالذهب حفظت بمتحف القاهرة (٢).
هذا وقد انفرد القرآن الكريم ، من دون التوراة ، بأن بني إسرائيل لم
__________________
(١) ٤١.p ، ١٩٥٥. A. Gardiner, A. T. Peet and J. Cerny, The Inscriptions of Sina, II, London,
(٢) محمد بيومي مهران ـ الحضارة المصرية ص ٣٣٧ ـ ٣٤١ ، جيمس بيكي : الآثار المصرية في وادي النيل ٢ / ١٩٠ ، أحمد عبد الحميد يوسف : المرجع السابق ص ١٣٧ ، وكذاH.Frankfort ,Kingship and the Gods ,P. ١٢ ـ ١٠.