ابنته دينة التي ولدتها ليئة ، وهكذا «كان بنو يعقوب اثنى عشر ، بنو ليئة راؤبين بكر يعقوب وشمعون ولاوى ويهودا ويساكر وزبولوث ، وأبناء راحيل يوسف وبنيامين ، وأبناء بلهة جارية راحيل ، دان ونفتالى ، وأبناء زلفة جارية ليئة ، جاد وأشير ، هؤلاء بنو يعقوب الذين ولدوا في فدان أرام (١)» ، ثم هاجر يعقوب ببنيه وزوجاته إلى كنعان (فلسطين) حيث عاشوا في «حبرون» (وتقع على مبعدة ١٩ ميلا جنوب غرب القدس ، وهي مدينة الخليل الحالية ، وفيها قبر إبراهيم وسارة وإسحاق ويعقوب ، حيث يقوم اليوم مسجد كبير هو الحرم الإبراهيمي) وظلوا هناك في أرض كنعان حتى هاجروا إلى مصر بدعوة من الصديق عليهالسلام.
وهكذا عاش الصديق مع أبيه وإخوته حينا من الدهر في كنعان ، كان الصديق فيها أحب الأخوة إلى أبيه يعقوب النبي عليهالسلام ، لأنه كان ، فيما تقول توراة اليهود ، «يأتي بنميمتهم الرديئة إلى أبيهم» ، ولأنه «ابن شيخوخته» ولأنه صنع له من دونهم قميصا ملونا ، ولأنه رأى حلمين فسرهما إخوته على أنه سيكون سيدا عليهم ، أما أولهما : ««فها نحن حازمون حزما في الحقل ، وإذا حزمتن قامت وانتصبت فاحتاطت حزمكم وسجدت لحزمتي» ، وأما الثاني فقد رأى فيه «وإذا الشمس والقمر وأحد عشر كوكبا ساجدة لي ، وقصه على أبيه وعلى إخوته ، فانتهره أبوه ، وقال له ما هذا الحلم الذي حلمت ، هل نأتي أنا وأمك وإخوتك لنسجد لك إلى الأرض ، فحسده إخوته ، وأما أبوه فحفظ الأمر (٢)» ، ولم يشر القرآن الكريم إلا إلى الرؤيا الأخيرة ، وأن أباه أمره أن يكتم رؤياه عن إخوته ، يقول تعالى (إِذْ قالَ يُوسُفُ لِأَبِيهِ يا أَبَتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَباً وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي
__________________
(١) تكوين ٣٥ / ٢٢ ـ ٢٦.
(٢) تكوين ٣٧ / ١ ـ ١١.