اللغوية ، وأما عن عن وجود «العابيرو» في مصر ، فأمر تؤيده نقوش مصرية ، ترجع إلى أيام «رعمسيس الرابع» (١١٥١ ـ ١١٤٥ ق. م) ـ من الأسرة العشرين ـ وهي ترجع إلى فترة متأخرة عن أي تاريخ مقترح لخروج بني إسرائيل من مصر ، ومن هنا يمكننا ـ اعتمادا على سكوت المصادر المصرية ـ أن نستنتج أن دخول الإسرائيليين مصر ، إنما هو خيال بحت ، لا يعتمد على أي أساس تاريخي.
ومنها (ثالثا) أن كلمة «مصرايم» التي وردت في التوراة لا تدل على مصر ، وإنما على الإقليم الواقع شمال شبه الجزيرة العربية والذي يمتد غربا حتى حدود مصر الشرقية ، ولهذا فإن ما يقال عن إقامة العبريين في مصر ، معناه إقامتهم في جنوب فلسطين ، أو في شبه جزيرة سيناء ، ذلك أن الخروج ـ طبقا لنظرية العالم اليهودي هوجو فنكلر ـ لم يحدث من مصر ، إذ أن «فنكلر» يعتقد أن اسم «مصرايم» لم يكن مقصورا على الإشارة إلى مصر ، ولكنه كان كذلك يشمل الإقليم الذي سماه الجغرافيون البابليون «مصر» (أو موصري) ، والذي يقع جنوب البحر الميت شمال شبه جزيرة العرب ، ويمتد غربا حتى حدود مصر الشرقية ويضم جبل سعير ومدينة البتراء وأراضي مدين وأدوم.
ويعتقد «فنكلر» أن التقاليد الأصلية عند ما تحدثت عن إقامة الآباء ـ وبخاصة موسى ـ في «مصرايم» ، فقد كانت تشير إلى ذلك الزمن ، حيث عاش أسلاف العبرانيين في صحراء جنوب فلسطين ، ثم بدأ سكان كنعان يستخدمون اصطلاح «مصرايم» على المراعي الجنوبية ، وكذا على مصر نفسها ، ذلك البلد الذي يقع بالنسبة إليهم فيما وراء الصحراء ، ولعل مما يفسر افتراضنا هذا ، أن الوادي القريب من غزة سمي «نهر مصرايم» ، بالرغم من أنه كان على مسيرة ثلاثة أيام من الحدود المصرية ، ومن هنا فمن الممكن أن يشير اسم «مصرايم» في بعض النصوص والتقاليد العبرية إلى الصحراء