والأمراض (١) ، فطبقا للمؤرخ العبراني أن سبب ذلك هو أن ماء النيل يصبح «محمرا» وغير صحي في فصول معينة من السنة ، وأن أسراب الضفادع إنما تتكاثر بعد الفيضان ، كما أن البعوض يتكاثر بعد انحسار المياه ، وهكذا اعتقد الإسرائيليون أن مصر قد أصبحت لهذا السبب بلد الأمراض الوبائية والمستوطنة (٢).
ومنها (ثالثا) أن بعض أسماء الأعلام الإسرائيلية من أصل مصري ، فمثلا «فينحاس» ومعناه «زنجي» ، وكذا موسى وهو اسم مصري (٣) ـ كما سوف نشير إلى ذلك بالتفصيل فيما بعد ـ ، ومنها (رابعا) أن هناك فقرات كاملة من أدب الحكمة في مصر ، قد ظهرت في كتابات الإسرائيليين ، كما في المزامير وكتب الحكمة (٤) وأعمال أنبياء بني إسرائيل (٥) ، وكلها تظهر صلة الأدب العبري بالأدب المصري (٦).
__________________
(١) حسن محمود : المرجع السابق ص ٣٥١.
(٢) A.Lods.op ـ cit.p , ١٧٠.
(٣) J.Finegan ,po ـ cit ,P. ١٣٤.
(٤) قارن بين الرموز ١٠٤ ونشيد أخناتون ، وبين المزامير بصفة عامة وقصائد المديح المصري في الإله آمون رع ، ثم قارن بين سفر الأمثال في التوراة وتعاليم الحكيم المصري أمنمؤوبي.
(٥) J.M.Smith ,AJSL ,F ١٧٢.p ، ٤٩.
وكذاW.S.Smith ,JBR ,. ١٥ ـ ١٢.p ، ١٩
وكذاJ.Fingan ,op ـ cit ,P. ١٣٤.
(٦) قدم لنا «أوسترلي» أهم خصائص الأدب المصري التي تشبه خصائص الأدب العبري ، والتي منها (أولا) أن القصائد مقسمة في كل منهما إلى فقرات وأبيات ، ومنها (ثانيا) تكرار استخدام التماثل ، فتأخذ الفكرة في كل منهما تعبيرا مزدوجا ، حتى أن السطر يتكون فيها من جملتين قصيرتين ، توجد فيهما نفس الفكرة بصيغة مختلفة عن الأخرى ، ومنها (ثالثا) أن السطور الشعرية في كل من الأدبين تحتوي على عدد محدد ومنتظم من الأنغام ، ومنها (رابعا) تكرار التلاعب بالألفاظ ، وورود ألفاظ كثيرة متشابهة التطور جنبا إلى جنب ومنها (خامسا) الاستعمال الغريب الذي يظهر أحيانا في أخذ كلمة وردت في سطر ، ثم تكرر في السطر ـ