الْبَدْوِ مِنْ بَعْدِ أَنْ نَزَغَ الشَّيْطانُ بَيْنِي وَبَيْنَ إِخْوَتِي إِنَّ رَبِّي لَطِيفٌ لِما يَشاءُ إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ) (١).
ثم يتحدث كتاب الله الكريم بعد ذلك عن حياة بني إسرائيل في مصر ، وعن نماذج العذاب الذي أنزله فرعون مصر وجنده ببني إسرائيل ، من ذلك قوله تعالى : (وَإِذْ نَجَّيْناكُمْ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذابِ يُذَبِّحُونَ أَبْناءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِساءَكُمْ وَفِي ذلِكُمْ بَلاءٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَظِيمٌ) (٢) ، ويقول : (وَإِذْ أَنْجَيْناكُمْ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذابِ يُقَتِّلُونَ أَبْناءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِساءَكُمْ وَفِي ذلِكُمْ بَلاءٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَظِيمٌ) (٣) ، ويقول : (وَإِذْ قالَ مُوسى لِقَوْمِهِ اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللهِ عَلَيْكُمْ إِذْ أَنْجاكُمْ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذابِ وَيُذَبِّحُونَ أَبْناءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِساءَكُمْ وَفِي ذلِكُمْ بَلاءٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَظِيمٌ) (٤).
وليس هناك من ريب في أن إنكارنا لأمر تجمع عليه الكتب المقدسة لا يتفق ومنتج البحث العلمي ، فضلا عن تعارضه مع إيماننا بما جاء في كتب السماء ـ الأمر الذي لا يقره منطق أو عقل أو دين ، فضلا عن العلم نفسه ـ هذا إلى أن جمهرة المؤرخين وأساتذة علم اللاهوت إنما يتحدثون عن قصة يوسف في مصر.
__________________
(١) سورة يوسف : آية ٩٩ ـ ١٠٠.
(٢) سورة البقرة : آية ٤٩ ، وأنظر : تفسير الكشاف ١ / ١٣٧ ـ ١٣٨ ، تفسير الطبري ٢ / ٣٦ ـ ٣٩ ، تفسير النسفي ١ / ٤٩ ، تفسير روح المعاني ١ / ٢٥٢ ـ ٢٥٤ ، تفسير الطبرسي ١ / ٢٣١ ـ ٢٣٥ ، التفسير الكاشف ١ / ٩٨ ـ ١٠٠ (لمحمد جواد مغنية) ، تفسير البحر المحيط ١ / ١٨٧ ـ ١٨٨ ، تفسير المنار ١ / ٣٠٨ ـ ٣١٣ ، تفسير ابن كثير ١ / ١٢٨ ـ ١٢٩ الدر المنثور في التفسير بالمأثور ١ / ٦٨ ـ ٦٩ في ظلال القرآن ١ / ٧٠ ـ ٧٢ ، تفسير الجواهر ص ١ / ٥٩ ـ ٦١.
(٣) سورة الأعراف : آية ١٤١.
(٤) سورة إبراهيم : آية ٦.