الحسن بن سفيان يقول : إنما فاتني يحيى بن يحيى فالوالدة لم تدعني أخرج إليه ، فعوّضني الله بأبي خالد الفراء وكان أسند من يحيى بن يحيى (١).
قال : وأنا أبو عبد الله قال : سمعت أبا بكر محمد بن جعفر البشتي (٢) يقول : سمعت الحسن بن سفيان يقول : لو لا اشتغالي بحبّان بن موسى وسماع مصنفات ابن المبارك منه لجئتكم بأبي الوليد [الطيالسي] وسليمان (٣) بن حرب.
قرأت على أبي القاسم الشّحّامي ، عن أبي بكر البيهقي ، قال : سمعت أبا عبد الله الحافظ يقول : سمعت أبا بكر محمد بن داود بن سليمان يقول : كنا عند الحسن بن سفيان ببالوز (٤) ، دخل عليه أبو بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة ، وأبو عمرو أحمد بن محمد الحيري ، وأبو بكر أحمد بن علي الرازي الحافظ في جماعة أصحاب أبي بكر المطوعة ، وهم متوجهون إلى فراوة (٥). فقال له أبو بكر بن علي : قد كتبت للأستاذ أبي بكر محمد بن إسحاق هذا الطبق من حديثك ، فقال : هات اقرأ. فأخذ يقرأ ، فلما قرأ أحاديث أدخل إسنادا ، منها في إسناد فرده الحسن إلى الصواب ، فلما كان بعد ساعة أدخل أيضا إسنادا في إسناد فرده إلى الصواب ، فلما كان في الثالثة قال له الحسن : ما هذا ، لا تفعل فقد احتملتك مرتين ، وهذه الثالثة وأنا ابن تسعين سنة ، فاتّق الله في المشايخ ، فربما استجيبت فيك دعوة ، فقال أبو بكر محمد بن إسحاق : لا تؤذ الشيخ ، فقال أبو بكر : أنا أردت أن يعلم الأستاذ أن أبا العباس يعرف حديثه (٦).
قال : وسمعت أبا الوليد (٧) الفقيه يقول : كان الحسن بن سفيان أديبا فقيها أخذ الأدب عن أصحاب النّضر بن شميل والفقه (٨) عن أبي ثور (٩).
__________________
(١) الخبر نقله ابن العديم والذهبي في سير الأعلام ١٤ / ١٥٨.
(٢) في سير الأعلام ١٤ / ١٥٨ وابن العديم ٥ / ٢٣٧٠ البستي.
(٣) بالأصل : «وسلمان» والمثبت عن المصدرين السابقين.
(٤) بالأصل «ببالور» والصواب ما أثبت ، وبالوز من قرى نسا على ثلاثة فراسخ منها (ياقوت).
(٥) ضبطت عن الأنساب واللباب بضم الفاء ، وفي ياقوت : فراوة بالفتح بليدة من أعمال نسا ، بينها وبين دهستان وخوارزم ، ويقال لها : رباط فراوة.
(٦) الخبر في بغية الطلب ٥ / ٢٣٧٠ وسير أعلام النبلاء ١٤ / ١٥٨ ـ ١٥٩.
(٧) اسمه حسان بن محمد ، انظر ترجمته في سير الأعلام ١٥ / ٤٩٢ وتذكرة الحفاظ ٣ / ٨٩٥.
(٨) بالأصل : «والفقيه» والصواب عن سير الأعلام.
(٩) الخبر في بغية الطلب ٥ / ٢٣٦٨ ـ ٢٣٦٩ وسير الأعلام ١٤ / ١٥٩.