قبل النوى وسهامه مشغولة |
|
الأفواق لم تبلغ إلى برجاسها |
من لي برد شبيبة قضيتها |
|
فيها وفي حمص وفي ميماسها (١) |
وزمان لهو بالمعرّة مونق |
|
بسياثها وبجانبي هرماسها (٢) |
وجدت بخط أبي الفرج غيث بن علي الأرمنازي شيخنا أبياتا من قصيدة ذكر أنها للأمير أبي الفتح الحسن بن عبد الله بن أبي حصينة المعرّي يمدح بها منيع بن شبيب بن وثامي بن جعفر بن سابق بن هيّاج بن بشار
في سنة ثلاث وخمسين وأربعمائة :
أتجزع كلما خفّ القطين |
|
وشطت بالخليط نويّ شطون |
وهم صرموا حبالك يوم سلع |
|
وخانك منهم الثقة الأمين |
وما أسفوا عشية بنت عنهم |
|
فتأسف أن يشطوا أو يبينوا |
تسلّ عن الحسان وكيف تسلو |
|
وبين ضلوعه الداء الدفين |
وفي الأظعان من جشم بن بكر |
|
ظباء حشو أعينها فتون |
عليهن الهوادج مطبقات |
|
كما انطبقت على الحدق الجفون |
كأن قدودهن قدود سمر |
|
مثقفة بهن حفأ ولين |
تهفهفت الصّدور فهن لدن |
|
وأفعمت الروادف والبطون (٣) |
جلبن لنا برامة كل حين |
|
إلا إن الحوائن قد تحين |
عشية مسن غير مصنعات |
|
كما ماست من الأيك الغصون |
وعزلهن سرب مهى بواد |
|
مريع فالتقى عين وعين |
كلي السّر بين ليس له وفاء |
|
ولا حبل يمد به متين |
ضنيت لمن عليك وكيف يرجى |
|
زوال يد وصاحبها ضنين |
جننا بالحسان البيض دهرا |
|
وإن هوى الحسان هو الجنون |
تناسينا العهود فلا عهود |
|
وألوين الديون فلا ديون |
كان امامة حلفت يمينا |
|
لنا أن لا يصح لها يمين |
__________________
(١) بكسر الميم ، وهو نهر الرستن وهو نهر العاصي بعينه (معجم البلدان) ، وفي معجم البلدان (الهرماس) :
«عرناسها» بدل «ميماسها».
(٢) سياث : بليدة كانت بظاهر معرة النعمان (معجم البلدان) وفي معجم الأدباء : بشياتها. والهرماس :
موضع بالمعرة (معجم البلدان) وذكر البيت وفيه : «بسيابها» بدل «بسياثها».
(٣) بالأصل «والخون» والمثبت عن تهذيب ابن عساكر ٤ / ١٩٠.