وإسماعيل بن عليّة ومعتمر بن سليمان ، وعبّاد بن العوّام ، وجرير بن عبد الحميد ، ويحيى بن زكريا بن أبي زائدة ، ووكيع بن الجراح ، وشعيب بن إسحاق الدمشقي ، والوليد بن مسلم ، وسعيد بن زكريا المدائني ، وأبا داود الطيالسي ، ومحمد بن عمر الواقدي روى عنه : أبو العباس الكديمي ، وإسحاق بن الحسن الحربي ، وأحمد بن الحسين الصّوفي ، ومحمد بن محمد الباغندي ، وسليمان بن كثير بن داود (١) الطوسي ، وغيرهم. وكان أحد العلماء الأفاضل ، ومن أهل المعرفة والثقة والأمانة ، وولي قضاء الشرقية بعد محمد بن عبد الله المؤذن في خلافة المتوكل.
قال الخطيب : وأنا علي بن المحسّن (٢) ، أنا طلحة بن محمّد بن جعفر ، قال : استقضى المتوكل أبا حسان الزيادي بعد المؤذن فيما أخبرني محمد بن جرير سنة إحدى وأربعين ومائتين وكان أبو حسّان صالحا دينا فهما ، قد عمل الكتب ، وكانت له معرفة بأيام الناس وله تاريخ حسن ، وكان كريما (٣) واسعا مفضالا.
قال : وأنا علي أنا طلحة ، حدّثني أبو الحسين عمر بن الحسن ، نا ابن أبي الدنيا ، قال : كنت في الجسر واقفا وقد حضر أبو حسّان الزيادي القاضي وقد وجّه إليه المتوكل من سرّ من رأى بسياط جدد في منديل ديبقي (٤) مختومة ، وأمره أن يضرب عيسى بن جعفر بن محمد بن عاصم ـ وقيل : أحمد بن محمد بن عاصم صاحب خان عاصم ـ ألف سوط ـ لأنه شهد عليه الثقات وأهل الستر أنه شتم أبا بكر ، وعمر وقذف عائشة ، فلم ينكر ذلك ولم يتب ، وكانت السياط بثمارها ، فجعل يضرب بحضرة القاضي وأصحاب الشرط قيام ، فقال : أيها القاضي قتلتني. فقال له أبو حسان : قتلك الحق لقذفك زوجة الرسول ، ولشتمك الخلفاء الراشدين المهديين. قال طلحة : وقيل : لما ضرب ترك في الشمس حتى مات ثم رمي به في دجلة.
أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن عبد الله بن أحمد ، أنا أبو بكر أحمد بن علي بن
__________________
(١) كذا ، وهو تحريف ، والصواب : وسليمان بن داود بن كثير.
(٢) بالأصل «الحسن» والمثبت عن تاريخ بغداد ٧ / ٣٥٧.
(٣) بالأصل «كريم».
(٤) هذه النسبة إلى دبيق ، بليدة كانت بين الفرما وتنيس من أعمال مصر ، تنسب إليها الثياب الدبيقية ، وبالأصل تقرأ «دبيق» وتقرأ «ديبق» وفي تاريخ بغداد : «ديبق» بتقديم الياء خطأ ، والصواب بتقديم الباء كما في معجم البلدان.