قال عوانة : ثم قام الحسن ـ فيما بلغني ـ في الناس فقال : يا أهل العراق إنّه سخّى (١) بنفسي عنكم (٢) ثلاث : قتلكم أبي وطعنكم إياي وانتهابكم متاعي.
أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة ، نا أحمد بن علي بن ثابت ح.
وأخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد ، نا محمّد بن هبة الله بن الحسن ، قالا : أنا محمّد بن الحسن بن محمّد ، أنا عبد الله بن جعفر بن درستويه ، نا يعقوب بن سفيان ، نا الحجاج ـ يعني ـ ابن أبي منيع ، نا جدي ، عن الزهري ، قال : قتل علي وبايع أهل العراق حسن بن علي على الخلافة ، فطفق يشترط عليهم حين بايعوه : إنكم لي سامعون مطيعون تسالمون من سالمت ، وتحاربون من حاربت. فارتاب أهل العراق في أمره حين اشترط هذا الشرط قالوا : ما هذا لكم بصاحب ، وما يريد هذا القتال. فلم يلبث حسن بعد ما بايعوه إلّا قليلا حتى طعن طعنة أشوته فازداد لهم بغضا وازداد منهم ذعرا.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو محمّد بن أبي عثمان وأبو طاهر القصّاري ح.
وأخبرنا أبو عبد الله بن القصاري ، أنا أبي ، قالا : أنا إسماعيل بن الحسن ، نا الحسين بن إسماعيل ، نا زياد بن أيّوب ، نا ابن أبي غنيّة ، نا صدقة بن المثنى ، عن جده رياح بن الحارث قال : كنت عند منبر الحسن بن علي وهو يخطب الناس بالمدائن فقال : ألا إن أمر الله واقع إذ لا له دافع وإن كره الناس ، إني ما أحببت أن ألي من أمّة محمّد مثقال حبة من خردل يهراق فيه محجمة (٣) من دم ، قد علمت ما ينفعني ممّا يضرني فالحقوا بطيّتكم (٤).
أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي ، أنا الحسن بن علي ، أنا محمّد بن العبّاس ، أنا أحمد بن معروف ، نا الحسين بن محمّد ، أنا محمّد بن سعد ، أنا أبو عبيد ، عن مجالد ، عن الشعبي ، وعن يونس بن أبي إسحاق ، عن أبيه ، وعن أبي السفر وغيرهم
__________________
(١) مطموسة بالأصل والمثبت عن الترجمة المطبوعة.
(٢) قوله : «عنكم ثلاث» عن المطبوعة ومكانها بالأصل : عليكم.
(٣) المطبوعة : محجم من دم.
(٤) بطيتكم : طية الشيء ـ بالكسر ـ جهته ونواحيه.