أخبرنا أبو محمد عبد الكريم بن حمزة السلمي ، نا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت ح.
وأخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد ، أنا أبو بكر محمد بن هبة الله ، قالا : أنا أبو الحسين محمد بن الحسين ، أنا أبو محمد عبد الله بن جعفر ، نا أبو يوسف يعقوب بن سفيان ، نا الحجاج ، حدّثني جدي ، عن الزهري ، قال : فكاتب الحسن لما طعن معاوية وأرسل يشرط شرطه فقال : إن أعطيتني هذا فإني سامع مطيع وعليك أن تفي به. فوقعت صحيفة الحسن في يد معاوية ، وقد أرسل معاوية إلى الحسن بصحيفة بيضاء مختوم على أسفلها وكتب إليه : أن اشترط في هذه ما شئت فما اشترطت فهو لك. فلما أتت حسنا جعل يشترط أضعاف الشروط التي سأل معاوية قبل ذلك وأمسكها عنده ، وأمسك معاوية صحيفة حسن التي كتبت إليه يسأله ما فيها.
فلما التقيا وبايعه حسن سأل حسن معاوية أن يعطيه الشروط التي اشترط في السجل الذي ختم معاوية على أسفله وأبى معاوية أن يعطيه ذلك ، وقال : لك ما كنت كتبت إليّ تسألني أن أعطيك ، فإني قد أعطيتكها حين جاءني. فقال له الحسن : وأنا قد اشترطت عليك حين جاءني سجلك وأعطيتني العهد على الوفاء بما فيه. فاختلفا في ذلك فلم ينفذ للحسن من الشرط شيئا.
أخبرنا أبو نصر أحمد بن عبد الله ، وأبو غالب أحمد بن الحسن ، وأبو محمد عبد الله بن محمد ، قالوا : أنا أبو محمد الجوهري ، أنا أبو بكر بن مالك ، نا عبد الله ، حدّثني أبي ، نا محمد بن أبي عدي ، عن ابن عون ، عن أنس ـ يعني ـ ابن سيرين ، قال (١) : قال الحسن بن علي يوم كلّم معاوية : ما بين جابرس (٢) وجابلق رجل جدّه نبيّ غيري ، وإني رأيت أن أصلح بين أمة محمد صلىاللهعليهوسلم ، وكنت أحقّهم بذلك ، ألا وإنّا قد بايعنا معاوية (وَإِنْ أَدْرِي لَعَلَّهُ فِتْنَةٌ لَكُمْ وَمَتاعٌ إِلى حِينٍ)(٣).
قال : وحدّثني أبي ، نا يحيى بن سعيد ، عن صدقة بن المثنى ، حدّثني جدّي : أن
__________________
(١) الخبر نقله الذهبي في سير الأعلام ٣ / ٢٧١ وأخرجه عبد الرزّاق (٢٠٩٨٠).
(٢) قال معمر : جابلق وجابرس المشرق والمغرب.
وفي معجم البلدان : وجابرس مدينة بأقصى المشرق ، وجابلق : مدينة بأقصى المغرب. وذكر هذا الخبر.
(٣) سورة الأنبياء ، الآية : ١١١.