الأعرابي بمكة في ذي الحجة سنة تسع وثلاثمائة ح.
وأخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر ، أنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك ، أنا علي بن محمد بن علي وعبد الرّحمن بن محمد بن أحمد ، قالا : نا أبو العباس الأصم ، قالا : سمعنا العباس بن محمد يقول : سمعت يحيى بن معين يقول : لما ثقل الحسن بن علي دخل عليه الحسين فقال : يا أخي لأي شيء تجزع؟ تقدم على رسول الله صلىاللهعليهوسلم وعلى علي بن أبي طالب وهما أبواك ، وعلى خديجة بنت خويلد وفاطمة بنت محمد وهما أمّاك ، وعلى حمزة بن عبد المطلب وجعفر بن أبي طالب وهما عمّاك ، قال : يا أخي أقدم على أمر لم أقدم على مثله.
أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد ، أنا محمد بن هبة الله ، أنا أبو الحسين علي بن محمد بن بشران ، أنا الحسين بن صفوان ، أنا أبو بكر بن أبي الدنيا ، حدّثني يوسف بن موسى ، حدّثني مسلم بن أبي حية الرازي ، نا جعفر بن محمد ، عن أبيه ، قال : لما أن حضر الحسن بن علي الموت بكى بكاء شديدا فقال له الحسين : ما يبكيك يا أخي وإنما تقدم على رسول الله صلىاللهعليهوسلم وعلى علي وفاطمة وخديجة وهم ولدوك ، وقد أجرى الله لك على لسان نبيه صلىاللهعليهوسلم أنّك سيد شباب أهل الجنة. وقاسمت الله مالك ثلاث مرات ومشيت إلى بيت الله على قدميك خمس عشرة مرة حاجّا ، وإنما أراد أن يطيب نفسه قال : فو الله ما زاده إلّا بكاء وانتحابا وقال : يا أخي إني أقدم على أمر عظيم مهول لم أقدم على مثله قط.
أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي ، أنا أبو محمد الجوهري ، أنا أبو عمر بن حيّوية ، أنا أحمد بن معروف ، أنا الحسين بن محمد بن الفهم ، أنا محمد بن سعد ، أنا محمد بن عمر ، نا إبراهيم بن الفضل ، عن أبي عتيق ، قال : سمعت جابر بن عبد الله يقول : شهدنا حسن بن علي يوم مات فكادت الفتنة [أن] تقع بين حسين بن علي ومروان بن الحكم ، وكان الحسن قد عهد إلى أخيه أن يدفن مع رسول الله صلىاللهعليهوسلم فإن خاف أن يكون في ذلك [قتال] فليدفن بالبقيع. فأبى مروان أن يدعه. ومروان يومئذ معزول يريد أن يرضي معاوية بذلك ، فلم يزل مروان عدوا لبني هاشم حتى مات ـ قال جابر : فكلّمت يومئذ حسين بن علي فقلت : يا أبا عبد الله اتّق الله فإن أخاك كان لا يحبّ ما ترى فادفنه بالبقيع مع أمّه. ففعل.