سنان أبو المحبّق الهذلي ـ وكان سنان ولد أيام خيبر ، فبشّر به أبوه ، فقال : لسنان أطعن به في سبيل الله أحبّ إلي منه ، فسماه رسول الله صلىاللهعليهوسلم سنانا فقال الجارود بن سبرة الهذلي :
إذ ما بريد السوء أقبل نحونا |
|
بإحدى الدواهي الرّبد سار فأسرعا |
فإن يك شرا سار يوما وليلة |
|
وإن كان خيرا قسّط السير أربعا |
فنعاه زياد لجلسائه فخرج الحكم بن أبي العاص الثقفي فنعاه للناس فبكوا ، فسمع أبو بكرة البكاء فقال لميسة بنت شحام امرأته ـ وهو مريض ـ : ما هذا؟ قال : نعي الحسن بن علي فاستراح الناس من شرّ كثير ، قال : ويحك بل أراحه الله من شر كثير وفقد الناس خيرا كثيرا.
قال : وأخبرني عمي مصعب بن عبد الله (١) أن النجاشي ، قال يرثي الحسن بن علي رضياللهعنه :
يا جعد بكّيه ولا تسأمي |
|
بكاء حقّ ليس بالباطل |
على ابن بنت الطاهر المصطفى |
|
وابن عمّ المصطفى الفاضل |
كان إذا شبّت له ناره |
|
يوقدها بالشرف القابل |
لكي يراها بائس مرمل |
|
أو فرد حيّ ليس بالآهل |
|
||
لم تغلقي بابا على مثله |
|
في الناس من حاف ومن ناعل |
أعني فتى أسلمه وقومه |
|
للزمن المستحرج الماحل |
نعم فتى الهيجاء يوم الوغا |
|
والسيد القائل والفاعل |
أخبرنا أبو محمد السلمي ، نا أبو بكر الخطيب ح.
وأخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد ، أنا أبو بكر بن اللّالكائي ، قالا : أنا أبو الحسين بن الفضل ، أنا عبد الله بن جعفر ، نا يعقوب ، نا محمد بن يحيى ، نا سفيان ، عن جعفر بن محمد ، عن أبيه ، قال : قتل علي وهو ابن ثمان وخمسين ، ومات لها حسن ، وقتل لها الحسين.
__________________
(١) انظر نسب قريش للمصعب الزبيري ص ٤١ وفيه الأبيات الأول والثاني والخامس ، وقد تقدمت الأبيات قريبا ، وقد نسبت في مروج الذهب ونسب قريش للنجاشي» ، وقال بعضهم لكثير ولم أجدها في ديوانه.