مجلسنا هذا شعرا ترتجلينه وتذكريني فيه وتذكرين (١) الفتح؟ فتوقفت هنيهة ثم أنشدت :
أقول وقد أبصرني جعفر (٢) |
|
إمام الهدى والفتح ذي العز والفخر |
أشمس الضحا أم شبهها وجه جعفر |
|
وبدر السماء الفتح أو مشتبه (٣) البدر (٤) |
وقال للأخرى : أنشدي أنت شيئا إن كنت قلته فقال :
أقول وقد أبصرت صورة جعفر |
|
تعالى الذي علّاك يا سيد البشر |
وأكمل نعماه بفتح ونصحه |
|
فأنت لنا شمس وفتح لنا قمر |
فأمر بشراء الأولى منهما ورد الأخرى ، فقالت الأخرى : لم رددتني؟ فقال : لأن في وجهك نمشا (٥).
فقالت :
لم يسلم الظبي على حسنه |
|
يوما ولا البدر الذي يوصف |
الظبي فيه خمش (٦) بيّن |
|
والبدر فيه نكتة تعرف |
وأمر أن تشترى الثانية.
أخبرنا أبو العز بن كادش ـ فيما قرأ عليّ إسناده وناولني إياه ، وقال اروه عني ـ أنا محمد بن الحسين أبو علي الجازري ، أنا المعافى بن زكريا ، نا الحسين بن القاسم الكوكبي ، حدّثني أبو الفضل أحمد بن أبي طاهر ، قال : مدحت الحسن بن مخلد فأرسل إليّ أني قد أمرت له بمائة دينار فالق رجاء ، يعني ، فلقيت رجاء ، فقال : لم يأمرني بشيء فكتبت إليه :
أما رجاء فأرجى ما أمرت به |
|
وكيف إن كنت لم يأمره يأتمر |
بادر بجودك اما كنت مقتدرا |
|
فليس في كل حال أنت مقتدر |
__________________
(١) قوله : «وتذكرين الفتح» سقط من الإماء الشواعر.
(٢) الإماء الشواعر : أقول وقد أبصرت صورة جعفر.
(٣) الإماء الشواعر : شبهه.
(٤) في البيت إقواء.
(٥) النمش : بقع على جلد الوجه مخالف لونه ، وأكثر ما يكون في الشّقر.
(٦) الإماء الشواعر : خنس.