أخبرنا أبو العز السّلمي ـ فيما قرأ علي إسناده وناولني إياه وقال اروه عني ـ أنا أبو علي الجازري ، أنا المعافى بن زكريا (١) ، نا محمّد بن القاسم الأنباري ، حدّثني محمّد بن المرزبان ، نا أحمد بن منصور المروزي ، نا علي (٢) بن يحيى ، نا إسحاق بن إبراهيم الموصلي ، قال : اجتمع عندي أبو نواس وأبو العتاهية وكل واحد منهما لا يعرف صاحبه ، فعرّفت أبا العتاهية أبا نواس ، فسلّم عليه ، وجعل أبو نواس ينشد من شغشاف (٣) شعره ، فاندفع أبو العتاهية فأنشد ، فجعل أبو نواس يقول : هذا والله المطمع الممتنع ، فقال له أبو العتاهية : هذا القول ـ والله ـ منك أحسن من كل ما أنشدت ، كيف البيت الذي مدحت به الرشيد أو الربيع :
قد [كنت] خفتك ثم أمنتني (٤) |
|
من أن أخافك خوفك الله |
لوددت اني كنت سبقتك إليه.
قال أبو بكر بن الأنباري : وأنشدني أبي هذه الأبيات لأبي نواس في الفضل بن الربيع بغير هذا الإسناد :
ما من يد في الناس واحدة |
|
إلّا أبو العباس مولاها |
نام الثقات وطال نومهم |
|
فسرى إلى نفسي فأحياها |
قد كنت خفتك ثم أمنتني (٥) |
|
من أن أخافك خوفك الله |
حلّت له نقم فألغاها |
|
فعفوت عنا عفو مقتدر |
أنبأنا أبو الفرج غيث بن علي ، وحدّثنا أخي أبو الحسين هبة الله بن الحسين الفقيه عنه ، نا أبو بكر الخطيب ، نا أبو نعيم أحمد بن عبد الله الحافظ ، نا سليمان بن أحمد ، نا الحسن بن عليل الغنوي ، حدّثني عبد الله بن محمّد بن سهل الكاتب قال : حبس الفضل بن الربيع الحسن بن هانئ في حبس له وكان السجان يقال له سعيد وكان يعامله معاملة غليظة فكتب إلى الفض بن الربيع (٦) :
__________________
(١) الخبر في الجليس الصالح الكافي ٢ / ١١ ـ ١٢.
(٢) الجليس الصالح : عمر بن يحيى.
(٣) عن الجليس الصالح وبالأصل : سفساف.
(٤) الديوان والجليس الصالح : أمنني.
(٥) الديوان والجليس الصالح : أمنني.
(٦) الأبيات في ديوانه ص ٤٥٤.