ألم يقل رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «من كنت مولاه فعلي مولاه»؟ فقال : أما والله إن رسول الله صلىاللهعليهوسلم لو كان [يعني ب] ذلك الإمرة والسلطان ، والقيام على الناس بعده لأفصح لهم بذلك ، كما أفصح لهم بالصّلاة والزكاة وصيام رمضان وحج البيت ، ولقال لهم : إنّ هذا ولي أمركم من بعدي فاسمعوا له وأطيعوا فما كان من وراء هذا شيء ، فإن أفصح الناس كان للمسلمين رسول الله صلىاللهعليهوسلم (١).
قال البيهقي وأخبرناه أبو بكر أحمد بن الحسن ، نا أبو العباس الأصم ، نا يحيى بن أبي طالب ، نا شبابة بن سوار ، أنا الفضيل بن مرزوق فذكره [٣٠٥٦].
حدّثنا أبو مسعود عبد الرحيم بن علي ، أنا أبو منصور محمد بن عبد الله بن مندويه ، وأبو سعد محمد بن علي بن محمد السرفوتح (٢) ، وأبو علي الحسن بن أحمد ، وجدي أبو القاسم غانم بن محمد ح.
وأخبرنا أبو طالب محمد بن محفوظ بن الحسن الثقفي ، أنا أبو علي الحداد وأجازه لي أبو علي وغانم ، قالوا : أنا أبو نعيم الحافظ ، نا أبو محمد عبد الله بن جعفر بن أحمد بن فارس الأصبهاني ، نا أبو جعفر محمد بن عاصم الثقفي الأصبهاني ، نا شبابة ، نا الفضيل بن مرزوق قال : سمعت الحسن بن الحسن أخا عبد الله بن الحسن وهو يقول لرجل ممن يغلو فيهم : ويحكم [أحبونا](٣) لله ، فإن أطعنا الله فأحبونا ، وإن عصينا الله فأبغضونا قال فقال له الرجل : إنكم ذو قرابة رسول الله صلىاللهعليهوسلم وأهل بيته ، فقال : ويحكم لو كان الله نافعا بقرابة من رسول الله صلىاللهعليهوسلم بغير عمل بطاعته لنفع بذلك من هو أقرب إليه منا أباه وأمّه ، والله إني لأخاف أن يضاعف الله للعاصي منا العذاب ضعفين ، والله إني لأرجو أن يؤتى المحسن منا أجره مرتين ، ثم قال : لقد أساء أباؤنا وأمهاتنا إن كان ما تقولون من دين الله [حقا] ثم لم يخبرونا به ولم يطلعونا عليه ولم يرغبونا فيه ، فنحن والله كنا أقرب منهم قرابة منكم ، وأوجب عليهم حقا ، وأحق بأن يرغبوا فيه منكم ، ولو كان الأمر كما تقولون : إن الله ورسوله اختار عليا لهذا الأمر وللقيام على الناس بعده ، إن كان علي لأعظم الناس في ذلك خطيئة وجرما إذ ترك أمر رسول الله صلىاللهعليهوسلم أن
__________________
(١) الخبر نقله ابن العديم في بغية الطلب ٥ / ٢٣٢٣ والزيادة منه.
(٢) كذا.
(٣) استدركت على هامش الأصل.