«المدرعة» ، والميم في «المدرعة» أيضا زائدة. وأيضا فإنّ أكثر كلام العرب «تسكّن» و «تدرّع». و «تمندل» من «المنديل» ، والميم في «المنديل» زائدة. و «تمنطق» من «النّطاق». و «تمسلم» أي : صار يدعى مسلمة بعد أن كان يدعى بخلاف ذلك. فهو من لفظ «مسلمة» ، والميم في «مسلمة» زائدة. وكذلك «تمولى علينا» أي : تعاظم علينا. فهو من لفظ «المولى» ، والميم في «المولى» زائدة. و «مرحبك الله ومسهلك» من «الرّحب» و «السّهل».
وزعم بعض النحويين أنّ الميم في «هرماس» و «ضبارم» و «حلقوم» و «بلعوم» و «سرطم» و «صلقم» و «دخشم» و «جلهمة» زائدة ، لأنّ «هرماسا» من أسماء الأسد ، وهو يوصف بأنه هرّاس ، لأنه يهرس في فريسته. و «ضبارم» : الأسد الوثيق ، فهو من «الضّبر» وهو شدّة الخلق. و «الحلقوم» من الحلق. و «البلعوم» : مجرى الطعام في الحلق ، فهو راجع لمعنى البلع. و «السّرطم» : الواسع السريع الابتلاع ، فهو من «السّرط» وهو الابتلاع. و «الصّلقم» : الشديد الصّراخ ، فهو من «الصّلق» ، لأنّ «الصّلق» : الصياح. و «دخشم» و «جلهمة» : اسمان علمان. فأمّا «دخشم» فمشتق من «دخش يدخش» إذا امتلأ لحما. وأما «جلهمة» فمن «جلهة» الوادي وهو ما استقبلك منه.
وينبغي عندي أن تجعل الميم في هذا كلّه أصليّة. وذلك لأنّ زيادة الميم غير أوّل قليلة ، فلا ينبغي أن يذهب إليها ، إلّا أن يقود إلى ذلك دليل قاطع. وليست هذه الألفاظ كذلك.
أمّا «هرماس» فهو من أسماء الأسد ، وليس بصفة مشتقّة من «الهرس». فلعلّه اسم مرتجل ، وليس مشتقّا من شيء ، إذ قد يوجد من الأسماء ما هو بهذه الصفة. أعني : ليس بمشتق من شيء.
وكذلك الأمر في «دخشم» و «جلهمة» ، لأنهما اسمان علمان ، والأعلام قد يكون فيها المرتجل ، وإن كان أكثرها ليس كذلك.
وأمّا «ضبارم» فقد يكون بمعنى : جريء. يقال : رجل ضبارم ، أي : جريء على الأعداء. فلعلّ الأسد الوثيق وصف بـ «ضبارم» ، لجرأته ، فلا يكون على هذا مشتقّا من «الضّبر» ، لأن الضبر لا يكون بمعنى الجرأة.
وأمّا «الحلقوم» فليس أيضا بصفة مشتقّة من لفظ «الحلق» ، فيلزم أن تكون الميم زائدة. بل هو اسم ، فيمكن أن يكون بمعنى الحلق ، وتكون ذاته مخالفة لذات «حلق» ، فيكون من باب «سبط وسبطر» ، لا سيما وقد قالوا «حلقمه حلقمة» إذا قطع حلقومه ، فأثبتوا الميم في تصريفه.