هل ينجينّي حلف سختيت |
|
أو فضّة ، أو ذهب كبريت (١)؟ |
فقال «سختيت» من «السّخت» وهو الشديد ، وهو أعجميّ.
والذي يدلّ على أصالة الميم في معدّ أنهم يقولون «تمعدد الرّجل» إذا تكلّم بكلام معدّ ، وقيل : إذا كان على خلق معدّ. والميم في «تمعدد» أصليّة ، لأنّ «تمفعل» قليل ، نحو ما ذكرنا من قولهم «تمسكن» و «تمدرع» ، والأحسن «تسكّن» و «تدرّع». و «معدّ» هذا ـ أعني اسم القبيلة ـ منقول من «معدّ» الذي يراد به موضع رجل الرّاكب ، لأنّ الأعلام إذا علم لها أصل في النكرات فينبغي أن تجعل منقولة منه. وإذا ثبت النّقل تبيّن أنّ الميم في «معد» هذا ـ أعني اسم القبيلة ـ أصليّة ، لأنّ الميم في «معدّ» الذي هو موضع رجل الرّاكب أصليّة أيضا ، لأنّ موضع رجل الراكب فيه شدّة وصلابة ، وقد قالوا «معد» في معنى : اشتدّ. فالميم فيه أصل ، لذلك قال :
وخاربين ، خربا فمعدا |
|
لا يحسبان الله إلا رقدا (٢) |
فإن قيل : جعلك الميم أيضا أصليّة في أوّل الكلام ، وبعدها ثلاثة أحرف. قليل ، و «تمفعل» قليل ، فهلا اعتدل الأمر عندك فيهما ، فأجزت في «معدّ» الوجهين ، أعني زيادة الميم وأصالتها؟.
فالجواب : أنه لمّا كان جعلها أصلا وجعلها زائدة يؤدّيان إلى قليل كانت الأصالة ، وما يعضده الاشتقاق ، أولى.
والذي يدلّ على أصالة الميم في «مأجج» و «مهدد» أنّ الميم لو كانت زائدة لوجب الإدغام ، فتقول «مهدّ» و «مأجّ» ، كما تقول «مقرّ» و «مكرّ» و «مفرّ» و «مردّ». فدلّ ذلك على أنّ الميم أصل ، وأنهما ملحقان بـ «جعفر» نحو «قردد» (٣) ولذلك لم يدغم.
فإن قلت : أجعل الميم زائدة فيهما ، ويكون فكّ الإدغام شاذّا ، فيكون من باب
__________________
(١) الرجز ، لرؤبة في ديوانه ص ٢٧ ، ولسان العرب ، مادة (كبرت) ، وتهذيب اللغة للأزهري ، ٧ / ١٦١ ، وتاج العروس ، مادة (سخت). وكتاب العين للفراهيدي ٤ / ١٩٤.
(٢) الرجز بلا نسبة في تهذيب اللغة للأزهري ٢ / ١٥٤ ، وتاج العروس واللسان ، مادة (ضرب).
(٣) القردد : الأرض المستوية ، وهو من الأضداد ، لسان العرب ، مادة (قرد).