«بطاحيء» و «صحاريء» ، كما قالوا «قرّاء (١) وقراريء». لكن لمّا كانت مبدلة ، لأجل الألف التي قبلها ، وجب رجوعها إلى أصلها لزوال موجب القلب في الجمع ، وهو الألف التي قبلها ، فصار «صحاري ا» ، فوقعت الياء الساكنة قبل الألف التي للتأنيث ، فقلبت الألف ياء لوقوع الياء والكسرة قبلها. ثم أدغمت الياء في الياء.
فإن قال قائل : إنما يدلّ قولهم «صحاريّ» على أنّ الهمزة مبدلة من غيرها ، إذ لو لم تكن بدلا لقالوا «صحاريء» ، فأمّا أنها مبدلة من الألف فليس على ذلك دليل ، إذ لعلّها بدل من ياء أو واو؟.
فالجواب : أنه إذا ثبت أنها بدل فينبغي أن تجعل بدلا من ألف ، لأن الألف قد ثبتت للتأنيث ، كما ذكرنا ، في «حبلى» وأمثاله ، ولم تثبت الياء ولا الواو للتأنيث ، في موضع من المواضع.
فهذا جمع ما أبدلت فيه الهمزة من الألف ، مقيسا فيه ، وغير مقيس.
* * *
__________________
(١) القراء : الناسك المتفقه القارئ ، لسان العرب ، مادة (قرأ).