وأبدلوا من الياء في «كيت وكيت» و «ذيت وذيت» ، وأصلهما «كيّة وكيّة» و «ذيّة وذيّة». ثم إنهم حذفوا التاء وأبدلوا من الياء ـ التي هي لام ـ تاء.
وأبدلت من السين على غير اطّراد في «ستّ» في العدد. وأصله «سدس» ، بدليل قولهم في الجمع «أسداس» ، وفي التصغير «سديسة». وسيذكر السبب في ذلك في الإدغام.
وقد أبدلوها أيضا من السين في «النّاس» و «أكياس» ، أنشد أحمد بن يحيى :
يا قاتل الله بني السّعلاة |
|
عمرو بن يربوع ، شرار النّات (١) |
غير أعفّاء ، ولا أكيات* |
وإنما أبدلت من السين لموافقتها إياها في الهمس ، والزيادة ، وتجاور المخرج.
وأبدلت أيضا منها في «طسّ» فقالوا «طست». وإنما جعلت التاء في «طست» بدلا من السين ، ولم تجعل أصلا ، لأنّ «طسّا» أكثر استعمالا من «طست».
وأبدلت من الصّاد في «لصت ولصوت» ، والأصل «لصّ ولصوص» ، لأنهما أكثر استعمالا بالصاد من التاء.
وأبدلت من الطاء في «فستاط» ، والأصل «فسطاط» ، بدليل قولهم «فساطيط» ولا يقولون «فساتيط». وفي «أستاع يستيع» والأصل «أسطاع يسطيع».
وأبدلت من الدّال في قولهم «ناقة تربوت» ، والأصل «دربوت» أي : مذلّة ، لأنه من الدّربة.
* * *
__________________
(١) الرجز ، لعلياء بن أرقم في لسان العرب ، مادة (نوت) ، ونوادر أبي زيد ص ١٠٤ ، وبلا نسبة في الإنصاف ١ / ١١٩ ، وجمهرة اللغة ص ٨٤٣ ، والخصائص ٢ / ٥٣ ، وسر صناعة الإعراب ١ / ١٥٥ ، وسمط اللآلي ص ٧٠٣.