في الأحوال كلّها ، فتظهر الإعراب. وذلك في ضرورة الشعر ، نحو قوله :
فيوما يوافين الهوى غير ماضي |
|
ويوما ترى منهنّ غولا تغوّل (١) |
فجرّ الياء من «ماضي». وقال الآخر :
تراه ، وقد فات الرّماة ، كأنّه |
|
أمام الكلاب مصغي الخدّ أصلم (٢) |
فرفع الياء من «مصغي». وقال الآخر :
خريع دوادي ، في ملعب |
|
تأزّر طورا ، وترخي الإزارا (٣) |
ففتح «دوادي» في موضع الخفض. وكذلك قول الآخر :
قد عجبت منّي ومن يعيليا |
|
لمّا رأتني خلقا ، مقلوليا (٤) |
ففتح الياء من «يعيلي» في موضع الخفض.
وكذلك أيضا قد يجرون المنصوب من ذلك مجرى المرفوع والمخفوض ، فيسكنون في الشعر ، نحو قوله :
وكسوت عار لحمه ، فتركته |
|
جذلان ، يسحب ذيله ، ورداءه (٥) |
يريد «عاريا لحمه».
ويجوز في لغة طيّىء أن تحوّل الكسرة التي قبل الياء فتحة ، فتنقلب الياء ألفا لتحرّكها
__________________
(١) البيت من البحر الطويل ، وهو لجرير في ديوانه ص ١٤٠ ، وخزانة الأدب للبغدادي ٨ / ٣٥٨ ، والخصائص لابن جني ٣ / ١٥٩ ، وشرح الأشموني ١ / ٤٤ ، وشرح المفصل لابن يعيش ١٠ / ١٠١ ، والكتاب لسيبويه ٣ / ٣١٤ ، والمقاصد النحوية للعيني ١ / ٢٢٧ ، والمقتضب للمبرد ١ / ١٤٤ ، ولسان العرب لابن منظور ، مادة (غول).
(٢) البيت من البحر الطويل ، وهو لأبي خراش الهذلي في شرح أشعار الهذليين للسكري ٣ / ١٢١٩ ، والمعاني الكبير لابن قتيبة ص ٧٣٠ ، وبلا نسبة في الخصائص لابن جني ١ / ٢٥٨ ، والمنصف لابن جني ٢ / ٨٦.
(٣) البيت من البحر المتقارب ، وهو للكميت بن زيد في ديوانه ١ / ١٩٠ ، والمقتضب للمبرد ١ / ١٤٤ ، ولسان العرب لابن منظور ، مادة (دوا) وبلا نسبة في الخصائص لابن جني ١ / ٣٣٤ ، والمنصف لابن جني ٢ / ٦٨.
(٤) البيت من الرجز ، وهو للفرزدق في شرح التصريح للشيخ خالد الأزهري ٢ / ٢٢٨ ، وبلا نسبة في أوضح المسالك لابن هشام ٤ / ١٣٩ ، والخصائص لابن جني ١ / ٦ ، وشرح الأشموني ٢ / ٥٤١ ، والكتاب لسيبويه ٣ / ٣١٥ ، والمقتضب للمبرد ١ / ١٤٢ ، والمنصف لابن جني ٢ / ٦٨ ، ولسان العرب لابن منظور ، مادة (علا).
(٥) البيت من البحر الكامل ، وهو بلا نسبة في همع الهوامع للسيوطي ١ / ٥٣.