وهو ملتقى نهر ديالى بنهر دجلة ، ثم رحل ، ونزل موطنا آخر ، وبقي على هذه الحالة يتجول إلى أن انقطع الوباء ، ثم رجع إلى بند قريش ، وترك مزيد چوره نائبا عنه ببغداد ، ولم يمت من عسكره أحد. وكاد يقضي الوباء على أهل بغداد ، والأنحاء المجاورة ... ففي الحديثة لم يبق غير سبعة أشخاص فارتاع من ذلك حاكمها واسمه حارث فتوجه في سفينة إلى أسپان في الفرات ... فمات بالسفينة ، وقطع رأسه وجيء به إلى أسپان فاغتاظ من ذلك ، وأنكر هذه الفعلة ...
ثم إن أسپان رحل بعد انتهاء الوباء من بند قريش ، وتوجه إلى الحلة ، فمرض فيها ... وكان قد تحالف ميرزا علي ابن أخي قرا يوسف ، وزاهد ، وقطلو بك العراقي على أنهم إذا دخلوا على الأمير أسپان ليعودوه قتلوه ، وقتلوا الأمير شيخي معه وسلطنوا ميرزا علي ... فأوصل الأمير شيخي الخبر إلى الأمير أسپان فقبض عليهم في تلك الليلة وأحضرهم ... فأمر أسپان بقتل ميرزا علي وأولاده جميعا حتى الأطفال الذين في المهد ، وكانت بلقيس باشا بنت ميرزا علي عند أسپان ، فلما قتلوا بحضرتها بكت بغير اختيار ، وصاحت فأمر بخنقها فخنقت ...
ثم تعافى الأمير أسپان بعد ذلك ، وتوجه إلى بغداد ، وحكم بها مدة ...
والملحوظ أنه لم يقع اتفاق وإنما أراد الأمير شيخي أن يستبد بالحكم بعد وفاة الأمير أسپان فقام بترتيبه هذا ، ولكن لم يفلح نظرا لتحسن صحة الأمير أسپان وشفائه من مرضه ...!
وجاء في السلوك لدول الملوك : «كان في هذه السنة حاكم بغداد أصبهان ابن قرا يوسف وقد خربت بغداد ، ولم يبق بها جمعة ولا جماعة ، ولا أذان ، ولا سوق ، وجف معظم نخلها ، وانقطع أكثر أنهارها بحيث لا يطلق عليها اسم مدينة بعد أن كانت سوق العالم ...» ا ه.