خبره ، وحينئذ رجع إلى الخاتونية ، فأخذها ونصب بها الأمير محمدا بن شي لله ، ورجع إلى حدود ماردين ، فنزل بعسكره هناك ، ومنها توجه عيسى بك من أمرائه بعساكره للحصول على غلة لإعاشة الخيول كما أن العسكر قد جاع ، والموسم أول الحصاد فتوجهت الجواسيس وأخبرت السلطان حمزة أن المعسكر خلا من الجيوش ... ومن ثم هاجم أسپان على حين غرة ... ولم يكن معه آنئذ سوى ثلثمائة فارس يقدمهم (سعاد تيار) فتحاربوا إلى وقت الغروب ، وقتل في المعركة سعاد تيار بضربة رمح ، فلم ير أسپان بدا من الهزيمة فهرب الرجال والنساء ، وتركوا الأثقال ، فرجع أسپان متنكرا إلى الخاتونية بشر ذمة قليلة فاقتفى البايندرية أثره ، ففارقها وذهب إلى سنجار والحيال ، فرجعوا عنه من الخاتونية ... جاء الموصل ، وبقي هناك مدة حتى اجتمع الجيش إليه ...
أما عيسى بك وعسكره فقد عادوا ، ولم يروا أحدا ، فانسحبوا إلى ناحية أسپان منهزمين ، وجاؤوا الموصل ...
ثم توجه أسپان إلى بغداد ، ومكث فيها نحو سنة.
وهنا قد بين الغياثي أن هذه الواقعة حدث في ٥ ذي الحجة سنة ٨٤٠ ه مع أنه ذكرها بعد حادثة الوباء. والحال أن السلطان حمزة صار أميرا بعد وفاة والده فمن المستبعد أن تقع قبل الوباء ، فلا احتمال أن تكون في العام الذي عينه الغياثي والظاهر أنها كانت سنة ٨٤٢ ه ...
الانتقام من آق قوينلو :
بعد أن قضى الأمير أسپان نحو سنة خرج من بغداد ، وتوجه إلى إربل ، ومكث بها مدة ثم عزم أن يثأر من البايندرية ، فسار بألف ومعهم ألف جنيب ووصل إلى حدود ماردين. وفي أثناء سيره عثر في طريقه على طائفة من البايندرية يقال لهم (دبانلو) ، وكانوا قد نزلوا على آبار هناك ، يرعون ماشيتهم ، فما أحسوا إلا وقد أحاط بهم جيش الأمير في