الأربعاء النصف من جمادى الآخرة سنة ٨٤٤ ه. وهو قاضي القضاة محب الدين أبو الفضائل (أبو يوسف) أحمد بن نصر الله بن أحمد بن محمد بن عمر البغدادي ، ثم المصري الحنبلي شيخ الإسلام ، وعلم الأعلام ، المعروف ب (المحب ابن نصر الله) ، شيخ المذهب ، ومفتي الديار المصرية ... ولد ببغداد يوم السبت في ١٧ رجب سنة ٧٦٥ ه ونشأ بها ، وقرأ على والده الفقه والأصول والعربية والحديث وغير ذلك ، ورحل من بغداد إلى البلاد الشامية سنة ٧٨٨ ه ، وكان قد سمع ببلده على العلامة زين الدين أبي بكر بن قاسم البخاري ونور الدين علي بن أحمد المقري ، وشمس الدين الكرماني وقرأ على المجد صاحب القاموس ، وعلى جماعة في الشام وغيرها ، وولي إعادة المستنصرية ببغداد ، وأذن له بالإفتاء والتدريس ببغداد ، وتردد إلى بغداد بعد قدومه إلى القاهرة ، ثم استوطن القاهرة كان قد أخذ من مشايخها ومنهم زين الدين العراقي ، وسراج الدين البلقيني ، وابن الملقن وآخرين ... وأقام بها ، فصار فقيه الحنابلة ، وعالمهم ، ثم ولي قضاء القضاة الحنابلة في ٢٧ صفر سنة ٨٢٨ ه ، وكانت كتابته على الفتوى لا نظير لها ، يجيب عما يقصده المستفتي ، فهو فقيه ، محدث ، نحوي ، لغوي ، انتهت إليه رياسة الحنابلة بلا مدافع في زمانه ، وذلك بعد موت علاء الدين بن مغلي ...
وقد أطنب صاحب الضوء اللامع في ترجمته وقال : «المترجم سبط السراج أبي حفص عمر بن علي بن موسى بن خليل البغدادي البزاز إمام جامع الخليفة والمعيد بالمستنصرية ، وأحد المصنفين في الحديث والفقه والرقائق (١) ... وفصل الكلام على أسرته.
نشأ ببغداد على الخير ، والاشتغال بالعلوم على اختلاف فنونها ، وكانت له ثروة وكلمة ، وكان والده شيخ المستنصرية ، اشتغل عليه ...
__________________
(١) تاريخ العراق ج ٢ وهنا ترجمة موسعة أكثر.