والآن يسمون ب (آل باش أعيان) ، وأول من حاز هذا اللقب منهم الشيخ أنس ابن الشيخ درويش في منتصف القرن الثاني عشر بموجب فرمان سلطاني كذا في هامش زاد المسافر للكعبي.
وقد جاء عنهم في زهر الربيع أنه كان في البصرة وإلى الآن جماعة من أهل السنة يأتون بعجائب الأمور مثل قبض الحيات والأفاعي ودخول النار حال الوجد من غير أن يتضرروا بها ، وكان هذا مخصوصا بهم يفتخرون به ... حتى أن تلاميذ الشيخ عبد السلام ... عملوا (ذكرا) في بعض الليالي يشتمل على الوجد والرقص والغناء وضرب الدفوف ودخول النار بحضور بعض أمراء السلطان فلما فرغوا ... أمر أن يصنع (علم) للسلطان وكتب عليه (لا إله إلا الله ، محمد رسول لله ، الشيخ عبد السلام ولي الله). وهذا كان مخصوصا بهم (يريد بذلك أصحاب الطريقة الرفاعية) حتى ظهر في عشر السنين بعد الألف رجل من عوام الشيعة من توابع أعمال الجزيرة ... قام بأعمال مثل هذه (١) ...
ومن هنا نعلم أن آل عبد السلام هم (آل باش أعيان) احتفظوا بمكانتهم في مختلف العصور وأسرتهم مشهورة جدّا ، ولا يزالون من أعيان البصرة ، وسنقدم للقارىء وثائق جديدة عند الكلام على (حكومة آل افراسياب) وعلاقتهم بها ووقائعهم معها ... وبيان مشاهير علمائهم بعد ذلك وإلى هذه الأيام ...
الطريقة الرفاعية
هذه الطريقة معروفة في العراق وغيره من البلاد الإسلامية ، وأهلها صوفية زهاد ينتسبون إلى الشيخ أحمد الرفاعي ، وهو من الصلحاء الأتقياء ، وله الذكر الجميل في العراق وسائر الأنحاء ، ولما وصل ابن
__________________
(١) زهر الربيع ص ٢٧٨.